لقاح ضد فيروس الإيدز

بسم الله الرحمن الرحيم

خلصت دراسة حديثة إلى أن ابتكار لقاح ضد فيروس عوز المناعة المكتسب البشري HIV المُسبب لمرض الإيدز قد يتحقق مستقبلًا، وذلك بعد تجارب أولية للقاح على كل من البشر والقرود.

اشترك في الدراسة 393 شخصاً من عدد من البلدان، وكان جميع المشاركين يتمتعون بصحة جيدة، ويواجهون خطرًا منخفضًا للإصابة بفيروس الإيدز HIV-1 (السلالة الأكثر شيوعًا من الفيروس).

جرى توزيع المشاركين في مجموعتين، تلقى أفراد المجموعة الأولى اللقاح التجريبي، في حين تلقى أفراد المجموعة الثانية دواءً وهميًا. ثم جرت مراقبة المشاركين لمدة عام.

وفي نفس الوقت أجريت تجربة مماثلة على 72 قرداً من فصيلة الريزوس، بحيث يمكن للباحثين مقارنة النتائج بين البشر والقرود.

وكان الهدف من الدراسة هو معرفة ما إذا كان اللقاح آمنًا، وما إذا كان مفعوله يستمر عند البشر بعد سنة من تلقي جرعته.

وقد وجد الباحثون بأن آثار اللقاح بدت واضحة في الجهاز المناعي بعد سنة من أخذه عند كل من البشر والقرود.

أما عن الآثار الجانبية، فكانت خفيفة عند 99% من المشاركين، في حين ظهرت آثار جانبية أكثر خطورة عند 1% فقط من المشاركين.

وبحسب الباحثين، فإن هذه النتائج الأولية مشجعة للغاية، ولكن هذه الدراسة لم تكن مصممة إلا للتحقق من أمان اللقاح وفعاليته على مستوى أولي جداً. وبالتالي لا بد من إجراء المزيد من الدراسات مستقبلاً للتحقق من فعاليته مخبريًا وعلى أرض الواقع. ويأمل الباحثون أن تُفضي هذه التجارب في النهاية إلى ابتكار لقاح فعال وآمن ضد فيروس الإيدز.

وحتى ذلك الحين، تبقى الإجراءات الوقائية هي الخيار الأول لتجنب الإصابة بالفيروس الخطير، وتتمثل في تجنب العلاقات الجنسية المشبوهة، وتجنب الوقوع في شرك المخدرات، واتباع إجراءات التعقيم المناسبة عند التعامل مع الدم أو السوائل التي يمكن أن ينتقل من خلالها الفيروس.

أجرى الدراسة باحثون من جامعات أمريكية مختلفة، مثل جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجرى نشرها في مجلة ذا لانست The Lancet.

المصدر: خدمات الصحة الوطنية البريطانية NHS