علاج المس الشيطاني: الأعراض وطرق التعامل

المس الشيطاني مرض سلوكي فتاك، عواقبه وخيمة على الحاضر والمستقبل وعلى السلوك والصحة والحالة النفسية والعصبية. علاج المس يندرج تحت تسميات كثيرة عند الناس أو عند من يدعون أنهم خبراء في علاج المس. فقد تسمعهم يقولون: إن فلاناً ملبوس من الجن، أو فلان مركوب من الجن، أو فلان متزوج من جنية وله أولاد منها، أو فلانة متزوجة من جني ولها منه أولاد، أو فلان عنده قرينة أو فلانة عندها قرينة قوية، أو الشيخ الفلاني أخرج من فلان عشرة من الجن، أو فلان تحدث الجن على لسانه، أو فلان من قراءة القرآن عليه تغيرت أحواله، أو فلان مهفوف أو فلان ملووق أو فلان مشلول من الجن، أو فلان لسانه مربوط من الجن. كل هذه التسميات تندرج تحت اسم المس الشيطاني، فمنها ما هو صحيح، ومنها ما هو دون ذلك.

دعونا نفسر ما هذه الأحوال من التخبط عند الإنسان بطريقة منطقية وصحيحة، ولنفسر أيضاً ما أسباب هذا النوع من المرض، ولنعرف كيف أنه مرض سلوكي. سنبدأ بتفسير كل حالة على حدة:

المس عند العاصي

ما هي المعصية التي يكون صاحبها عرضة للمس وما هدف المس من ذلك؟ المعاصي هي على النحو التالي: الظلم، الربا، الكذب، شهادة الزور، قذف المحصنات، الإضرار بالناس، شتم الذات الإلهية، اللواط. وتهدف المعاصي إلى هز عرش الرحمن وتزيينها عند أصحابها ليدمنوا عليها، ليعم الفساد في الأرض، ولتحطيم الخير البسيط الذي يكون في صدر العاصي، حتى لا يتراجع أو يتوب إلى الله.

المس عند الكافر

أما المس عند الكافر فهو تسليط من الله عز وجل، واثباته قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (الم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا) (83) سورة مريم. وهو نوع من المدد بالطغيان.

المس عند القاتل

والمقصود بذلك هو الذي يقتل النفس بغير الحق، وصاحب الفتنة والغيبة والنميمة. والمس الشيطاني يسبب أمراضاً كثيرة، وتكون أسبابها غالباً غير مبررة في الطب البشري أو الطب النفسي، ومن هذه الأمراض: الصداع الشديد في الرأس، وما يسمى بنوبات الصرع، والاكتئاب، والنفور، والأرق، والخوف، والوهم، والنسيان، والتخبط، وارتجاف أعضاء الجسم لا إرادياً.

أعراض المس الشيطاني

الذي يعاني من المس الشيطاني، لا يروق له إلا فعل المعاصي، كما أنه لا يقدر على الصلاة أو الصيام أو تأدية الزكاة أو دفع الصدقات حتى تصل به الأمور إلى أن يحب أن يدفع ألف دينار ليرتكب معصية، ولا يروق له أن يدفع ديناراً مقابل حسنة.

أعراض المس عند الرجال

تختلف الأعراض عند الرجال، ومنها: نزع البركة من صحته وماله، الضنك في المعيشة، التنغيص بالرزق، كراهية الآخرين، الوقوع في المصائب، الصداع الشديد، هزال في الجسم، آلام في أسفل الظهر، منامات مزعجة وكوابيس، عدم التمكن من النطق، الهلوسة، الجنون المؤقت، آلام في الصدر، احساس بثقل على القلب، ضيق التنفس، آلام في المعدة، الرياح في البطن، الإمساك، الانتفاخ، وتهيج القولون، والعجز الجنسي. هذه الأعراض ليست بالضرورة أن تكون كلها موجودة عند المريض، ولكن بعض منها.

أعراض المس عند النساء

أما الأعراض عند النساء فهي: الضنك في المعيشة، كراهية الزوج، نفور زوجها منها، الشذوذ، الأرق، التدخين، شرب الخمر، السرقة، الكذب المضر، الفتنة، النميمة، قلة الطهارة، العصبية غير المبررة، العادات السرية، الصداع الشديد بالرأس، الهزال بالجسم عند القيام من النوم، الخوف الشديد، التخيل بوجود شيء ما حولها، ضيق الخلق، آلام في المعدة، عدم التمكن من المداومة على الصلاة، النعاس الشديد عند قراءة القرآن، والإحساس بالضيق عند سماع القرآن.

لكي نكون محميين من هذه الكوارث، علينا الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله، لأن من يلتزم بهما فلا يمكن أن يحدث معه هذا النوع من المرض الروحاني، لأنه وكما ذكرنا سابقًا، مرض أسبابه سلوكية. نسأل الله العفو والعافية.

يجب التعامل مع المس الشيطاني بجدية وحذر، والالتزام بالطرق الشرعية للحماية منه، مع التوكل على الله في دفع الضرر. من المهم الابتعاد عن الدجالين والمشعوذين الذين يستغلون معاناة الناس لتحقيق مصالحهم الشخصية، والحرص على التواصل مع المختصين في مجال الرقية الشرعية لضمان العلاج الصحيح.

يعتبر المختصون الروحانيون الخبراء في مجال المس الشيطاني عنصرًا حيويًا في رحلة الشفاء. فهم يتمتعون بالمعرفة والخبرة الكافية للتشخيص الدقيق لحالة المريض، مما يمكنهم من تحديد نوع المس ومدى تأثيره على الفرد. من خلال استخدام الأساليب الشرعية المعترف بها، يمكن لهؤلاء المختصين تقديم علاج فعال يحقق نتائج ملموسة.

إن الاستعانة بمختصين موثوقين تعزز من فرص الشفاء، حيث أنهم يفهمون تعقيدات المس الشيطاني وآثاره على الجسم والنفس. هذا الفهم يمكنهم من تقديم الدعم النفسي والروحي الضروري للمريض، مما يساعده على تجاوز الأوقات الصعبة واستعادة توازنه. لذلك، يُنصح دائمًا بالتواصل مع هؤلاء الخبراء لضمان الحصول على العلاج المناسب الذي يلبي احتياجات الفرد الروحية والنفسية.