بسم الله الرحمن الرحيم
[justify]هذا تعريف الله عز وجل لتوقيع الحادثة في سورة الزخرف (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)) سُئل الحسن البصري: أيهما أهون عليك (بمعنى أسهل) يا إمام شيطان الجن أو شيطان الانس؟ قال الامام بل شيطان الجن، قالوا كيف؟ قال: ان شيطان الجنّ إذا قلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ينهزم أما شيطان الانس فهو أصعب لأنه يحتاج لأسلوب آخر للعلاج ولا ينهزم عندما نستعيذ بالله تعالى.
المستهزئين هم قرناء الانس ونسمع في سورة الصافات الحوار بين أهل الجنة (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)) هذه الآية ترد على الذين يقولون لماذا نعمل؟ والناس أصبحت تقرأ القرآن نيابة عن بعضها البعض ويحجون عن بعضهم ويتساهلون في قضية أن يعمل الانسان بنفسه وفي حياته. وقال تعالى (خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) المطففين) فالتنافس يكون في الدنيا على الجنة وعلى العمل الذي يؤدي بنا الى الجنّة.
قال تعالى في الآيات (فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) يتساءلون عن ماذا أحضرهم إلى الجنة (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) آل عمران) وهو الرسول rوعن العمل الذي أحضرهم إلى الجنة. وفي الآية وصف لمجموعة من أهل الجنة يسأل بعضهم بعضاً ماذا أدخلك الجنة.
سنعرف عندها قيمة الاسلام والإيمان والإحسان والتقوى وإسلام الوجه لله تعالى في الجنة واستعمال لفظ يتساءلون بدلاً من يسألون دليل على أن التساؤل يدور بينهم جميعاً وكلهم يسأل ويُسأل.
(قال قائل منهم): كأن هذا القائل هو أجرأهم فقال (إني كان لي قرين) هذا القرين كان يستهزئ بالآخرة والحساب ويقول (إءذا متنا وكنا تراباً وعظاما) ولو كان محقاً لقال عظاماً وتراباً لكنه قال تراباً وعظاماً وهذا مغاير للترتيب الطبيعي.
وقوله (لمدينون) نذكر في سورة الفاتحة قوله تعالى (مالك يوم الدين) أي يوم الجزاء فمعنى (لمدينون) أي هل نحن نحاسب ونُجزى؟ هذا معنى مدينون وكثير يسخر من هذا الأمر.
القرين هنا في الآيات كاد أن يوقع صاحبه ويهلكه وبرحمة الله تعالى ونعمته التي أدركت هذا الانسان فحفظه من الهلاك.
وسأل هذا الانسان أهل الجنة (هل أنتم مطّلعون) وهو سؤال استفهامي لم يقل لهم هل تريدون أن تروه؟ لأن الرؤية في النار ليست ذاتية وهم لا يريدون أن يروه لأنه تغيّر شكله في العذاب واحترق ولكن المقصود ليست الرؤية وإنما الاطّلاع على حال هذا القرين في النار وهذا الاطّلاع يكون بتوفيق من الله تعالى وتدليل منه سبحانه فاطّله هو نفسه لأن أهل الجنة لا يهمهم الأمر لأنهم في الجنة أما هو فأراد أن يطّلع على حال هذا القرين الذي كان يزيّن له في الدنيا فرآه في سواء الجحيم أي وسطها. وكلمة الوسط تدل على وجود طرفين أما كلمة السواء فتدل على التساوي بين كل المسافات من كل الجوانب فهو في المنتصف بالضبط ويستوي فيه مقاييس البدايات له من كل جانب.
ونسأل ما الفرق بين سواء السبيل والدرك الأسفل؟ فنقول علينا أن نفرّق بين المنزلة والمكانة فالمنزلة هي سواء الجحيم أما المكانة فهي الدرك الأسفل.
ثم قال تعالى (تالله) لم يقل والله لأن تالله هي قسم مشوب بحمد الله تعالى فهذا القسم (تالله) يؤكد مع حمد الله تعالى.
(إن كدت لتردين) كدت هو من أفعال المقاربة لأنه على وشك أن يوقعه في الهلاك. وكلمة (تردين) الموتة التي ليس بعدها حياة.
(ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين) من محضرين عذابك أنت، عذابه هو ليس عذاب نسيان وإنما عذاب حضور ويعذّب في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً لأنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا باليوم الآخر ولا البعث. ولولا رحمة الله تعالى على هذا الانسان لكان مثله في العذاب.
(أفما نحن بميتين) تأكيد على قوله تعالى (إن الدار الآخرة لهي الحيوان).
(إلا موتتنا الأولى) هذا استثناء فموتتنا الأولى رأيناها أما الثانية فلا موت بعدها وتستحق المكابدة والجهد والتعب في الدنيا لأن المتمسك بدينه يكابد ويتعب وتمر عليه الأيام سنين أما المستهزئ بالآخرة فتمر عليه السنوات كأنها أيام. وكل نعيم سوى الجنة حقير وكل عذاب سوى النار هيّن.
وفي قصة نوح اظهار لثقته بالله تعالى عندما تحمل من قومه ما تحمّل من استهزاء به وهو يصنع الفلك (واصنع الفلك بأعيينا ووحينا). الناس كلهم في النار في الأصل والاستثناء هو (فمن زحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز) المؤمن يجد حلاوة صلته بالله تعالى وقد يتعب وقد يجاهد أول التزامه ويتعرض للكثير من الاستهزاء ولكنه عندما يستشعر حلاوة الصلة بالله تعالى يصبر على المستهزئين ويصبر على الطاعات.
(لمثل هذا فليعمل العاملون): الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت أما الآخر فهو الذي تمنّى على الله الأماني ويريد أن يأخذ كل شيء في الدنيا ونسي الله تعالى. الذي في سواء الجحيم هو قرين من قرناء الإنس (يا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا) علاقة الانسان بهذا القرين بدأت خُلّة ثم انتهت قرين سوء في النار. هذا الشخص في الآية موجود مع قرينه في النار أما في آية سورة الصافات فالشخص في الجنة والقرين في النار لأنه برحمة الله تعالى ونعمته أنقذه الله تعالى من النار .
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) الزخرف): القرين في هذه الآية قرين الشيطان ولو تتبعنا أوامر الرسول لتنحّى الشيطان عنا عند النوم وعند الخروج من المنزل لكن يجب علينا أن نفهم كيف يقيّض الله تعالى لنا القرناء من الشياطين؟
وضّح رسول الله أن كل إنسان مقيّض له قرين من الجن والملائكة والذي ينسى ذكر الله تعالى يُقيّض له شيطان وهذا يكون نتيجة عمل الانسان نفسه وكما أنه يوجد قرناء سوء فهناك قرناء خير أيضاً يدعون الانسان للعبادة والأعمال الصالحة.
والآية السابقة في سورة الزخرف تظهر من يضيّع الانسان نفسه فقد قال تعالى (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)) وكلمة يعش من العشى وهو ضعف النظر في الليل فالمصابون بالعشى الليلي يقل نظرهم في الليل وكأن من يعش عن ذكر الرحمن كأنه يرى كل شيء ما عدا ذكر الرحمن فقد قصر نظره عنه.
هناك شيطان ييسر ويسهّل من قِبل الله تعالى وهذا يكون نتيجة عمل الانسان لأن الله تعالى يقيّض الشيطان للإنسان الذي يعش عن ذكر الرحمن والله تعالى يعطينا على قدر ما نعمل بدليل قوله تعالى (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) البقرة) وقوله (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) الاسراء) فالذي يرد نفاقاً يعطيه الله تعالى نفاقاً ومن يريد الخير يعطيه الله تعالى خيراً كما في قوله تعالى (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) الكهف).
(فهو له قرين): أي لن يتركه أبداً وهو ليس بصاحب ولا صديق ولا خليل.
(يحسبون) هذا من التزيين كما جاء في أواخر سوة الكهف (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)).[/justify]
في عالمنا اليوم، يعتبر السحر والحسد والمس وسحر تحقير شأن الإنسان من المواضيع التي تثير فضول الكثيرين. ويعتبر البعض أن هذه الظواهر والامراض تحمل في طياتها آثارا سلبية تؤثر على حياة الأفراد والصحة الجسدية والنفسية. هناك العديد من الطرق والتقاليد التي تعنى بعلاج هذه الامراض، سواء كانت عبر الطب الروحاني، أو الطب البديل، أو الطب النفسي. يمكن العثور على بعض النصائح والطرق الفعالة في التخلص من تأثيرات هذه الامراض عبر زيارة مواقع إلكترونية متخصصة، مثل:
1- علاج السحر: تفصيل حول الطرق التقليدية والروحانية لعلاج تأثيرات السحر.
2- علاج الحسد: نصائح وأساليب للوقاية من الحسد وكيفية علاجه والتعامل معه.
3- علاج المس: استعراض للطرق التي يمكن أن تساعد في التخلص من تأثيرات الشياطين والمس الشيطاني.
4- علاج سحر تحقير شأن الإنسان: نصائح حول كيفية التغلب على تأثيرات وعلاج سحر التحقير الذي يستهدف شأن الإنسان.
5- أخطر أنواع السحر: استعراض لأنواع السحر الأكثر خطورة وكيفية التصدي لها.
6- سحر تعطيل الزواج: من أخطر أنواع السحر التي تُمارس بهدف منع شخص ما من تحقيق الاستقرار العاطفي وتكوين أسرة سعيدة.