الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد فالسحر والجن والحسد هو جزء من الإيمان بالغيب الذي وصفه الله به المؤمنين حيث قال تعالى فيهم (الذين يؤمنون بالغيب) وقد أخبرنا القرآن عن الجن وصفة خلقهم واحد وملاقتهم بالإنس، كما أخبرنا عن السحر والعين والحسد، وأخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم مما يلزم كل مؤمن أن يصدق بذلك ويؤمن بوجوده.
إلا أنه قد اختلط عند الكثير من الناس حقيقة السحر وأصله وتأثيره، فمن مثبت له مؤمن به ومن منكر له ومكذب به، وفي هذه العجالة نبين بإذن الله تعالى تعريف السحر والأدلة على وجوده وحقيقته، وكيف يصبح الساحر ساحراً، وأمراض السحر وكيف نتقيه بإذن الله، فأقول وبالله التوفيق.
تعريف السحر
السحر عزائم وعقد يؤثر في القلوب والأبدان، فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه، وهو اتفاق بين ساحر وشيطان على أن يقوم الساحر بفعل بعض المحرمات والشركيات في مقابل مساعدة الشيطان له وطاعته فيما يطلب منه.
ثبوت السحر وحقيقته
ذهب أهل السنة والجماعة إلى أن السحر ثابت وله حقيقة.
قال القرافي: السحر له حقيقة وقد يموت المسحور أو يتغير طبعه وعامته وأن لم يباشره وقال به الشافعي وأحمد حنبل.
وقال الشيرازي الشافعي (وللسحر حقيقة وله تأثير في إيلام الجسم وإتلافه).
وقال المازري (السحر أمر ثابت وله حقيقة كغيره من الأشياء وبه أثر في المسحور).
وقال النووي ( والصحيح أن للسحر حقيقة وبه قطع الجمهور، وعليه عامة العلماء ويدل عليه الكتاب السنة الصحيحة المشهورة.
وقال ابن القيم: قد دل قوله تعالى (ومن شر النفاثات في العقد)
وقوله تعالى: (ومن شر النفاثات في العقد) معناها الساحرات اللواتي يعقدن في سحرهن وينفثن عليه، فلولا أن للسحر حقيقة لما أمر الله بالاستعاذة منه.
كيف يصبح الساحر ساحراً
السحر هو اتفاق بين الساحر والشيطان بأن يقوم الساحر بفعل بعض المحرمات أو الشركيات في مقابل مساعدة الشيطان له وطاعته فيما يطلب، هذا عن الأمر مجملاً، وأما عن الأمر تفصيلاً، فإن الساحر يجلس في مكان بخس أو مهجور وخرب في ساعات معينة وزمن محدد ويقوم بتلاوة بعض الطلاسم التي تحتوي على ألفاظ من الشرك والكفر، من سب صريح لله وتعظيم الشيطان، أو يقوم بكتابة بعض آيات من القرآن بدم الحيض أو مني الرجال، أو يضع المصحف تحت قدمه ويدخل به الخلاء، أو أن يكتبه بصورة مقلوبة، ويستنجي باللبن ويتوضأ بالخمر، وهذا يسمى السحر السفلي أو السحر الأسود، وهو أبشع وأشد ما يكون من السحر، ولا شك في كفر فاعل هذه الأشياء كفراً بواحاً.
والشياطين يطوفون مشارق الأرض ومغاربها في وقت بسيط وسرعة فائقة، وعندما يرى هذا الشيطان ذلك الشخص يفعل هذه الأفعال والتي يعلم الشيطان أنها طلباً منه ليكون ساحراً، فعلى الفور يذهب هذا الشيطان إلى إبليس عليه اللعنة فيخبره أن هناك إنساناً قد كفر بالله، وهو الآن يعبدك من دون الله على أن تساعده ليكون ساحراً، فيبعث إليه الشيطان أحد مردة الجن ومعه مجموعة من الشياطين من أعوانه، ليكونوا ملازمين لهذا الساحر بزعامة هذا المارد، ليساعدوا الساحر على إيذاء الناس عن طريق السحر، فيحضروا هذا المارد، وبطريقة معينة يعلم الساحر أنه حضر هذا الشيطان المارد، وأنه وافق على مساعدته وهذا ما يسمى (بالعقد)، ومن هذه اللحظة يصير هذا الرجل ساحراً وكلما أراد الساحر أن يقوم بفعل نوع معين من أنواع السحر فلا بد أن يتقرب في كل مرة بأفعال كفرية شركية، لإرضاء الشيطان المارد الذي يتعامل معه، حتى يعطيه أحد الشياطين من جنوده لإتمام مهمة السحر التي يريد أن يقوم به.
وللسحر مواد معينة يتم عليها عمل السحر وقوانين معينة لتنفيذ فاعلية السحر، فأما عن المواد فمنها يتم عمله على تراب من تراب المقابر، أو على عظام الميت أو طعام أو شراب أو (أثر) وهو شيء خاص بالشخص الذي يراد سحره كشعر أو ظفر له أو ثياب..الخ.
كيفية تأثير السحر في المسحور
لا بد من اتصال مادة السحر بالمسحور حتى يتم تأثير السحر في بدن المسحور، واتصال هذه المادة بالجسد يكون عن طريق عدة أمور:-
أولاً- ما يكون على طعام أو شراب فلا بد للمسحور أن يشرب هذا السحر أو يأكله حتى يتم تأثير السحر في بدنه.
ثانيا- ما يكون على سائل أو على تراب فإنه يرش في مكان ما من الأماكن التي يحتمل أن يمر عليها المراد سحره فإذا مر من فوقها تم تأثير السحر فيه.
ثالثاُ- ما يكون على شعر أو أظافر أو ثوب فيه رائحة المسحور فهذا النوع يدفن في المقابر أو في الأماكن الخربة أو يعلق على الأشجار في مهب الريح ومنها ما يلقى في بحر أو نهر، والجن خادم السحر يتعرف على المسحور في هذه المرة عن طريق الرائحة التي تكون في الأشياء المتعلقة بالمسحور.
والجن يمتلكون حاسة شم قوية جداً، وربما يسأل سائل فيقول من الممكن أن يخطئ الجن ويدخل في بدن إنسان غير المراد سحره، ونقول لقد أثبت العلم الحديث أنه من المستحيل أن تتشابه رائحتان في شخصين في الدنيا في رائحة العرق، فإن رائحة العرق مثل البصمة، ولا يوجد شخص في الدنيا بصمته تشبه الآخر، لذا من الصعب جداً بل من المستحيل أن يخطئ الجن في شم رائحة الشخص المراد سحره.
علامات وجود السحر
أما عن العلامات التي تظهر – أحياناً على من به سحر فمنها: -
- أن يشكو المريض من مغص وألم شديد في بطنه.
- حاجته إلى القيء بدون سبب.
- انقلاب أحواله فجأة فمثلاً في حالات سحر التفريق تتقلب حالته من حب الزوجة إلى بغض.
- قلب صورة الرجل في عين زوجته فتراه في صورة منفرة كالقرد وقلب صورة الزوجة في عين زوجها فيراها في صورة قبيحة.
- أن يرى الأشياء على غير حقيقتها، فيرى الثابت متحركا والمتحرك ثابتا والصغير كبيراً والكبير صغيراً.
- وفي بعض الحالات ينطلق المريض هائماً على وجه لا يدري أن يذهب، وربما نام في الأماكن المهجورة.
- وفي بعض حالات سحر تعطيل الزواج تجد المتقدم لخطبة المرأة يشعر بضيق شديد منها عند دخوله، وتسود الحياة في وجهه كأنه في سجن فلا يعود مرة أخرى.
- ومن الممكن تشخيص الحالة من خلال قراءة القرآن على المريض فقد يحدث:
أ) (صداع- ضيق شديد في الصدر- اختناق – رعشة- تنميل- ثقل جسم- دوار) وخاصة عند سماع آيات السحر المذكورة في القرآن.
ب) نطق الجني المكلف بالسحر واعترافه بما يحدث وكشف الأمر مع الإحاطة بأن أكثر الجن كذاب.
الفرق بين السحر والعمل:
السحر اسم جامع لكل أنواع الأعمال.
أما العمل فهو نوع السحر الذي يريد الساحر عمله، وكما بينا أن السحر يتم عن طريق مادة معينة كطعام أو شراب أو شيء مما سبق، فهذه الأشياء هي مادة العمل التي عن طريقها يتم السحر، ولقد سمي العمل بهذا الاسم لاحتوائه على نوع العمل الذي يقوم به خادم السحر في بدن المسحور، فإذا فسدت هذه المادة عن طريق التمزيق أو الإخراج، كما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم السحر من البئر أو أن يتقيأ المسحور السحر، فإذا حدث هذا بطل السحر، لفساد مادة العقد التي بين الساحر وبين الجن الموكل بالسحر.
بنود وأساسيات السحر:
وتوضيحاً لهذه المسألة نضرب مثالاً:
فلو تعاقد إنسان على عمل مع أحد الشركات فإن نص العقد بينهما في أربعة نقاط وهي (1) نوع العمل الذي سيقوم به هذا العامل بالشركة(2) المدة المحددة له للعمل(3)المقابل أو الثمن الذي سيتقاضاه العامل في مقابل عمله بالشركة (4) الشرط الجزائي: وهو مجازاة أحد الطرفين إذا أخل بأحد شروط العقد قبل انتهاء المدة المحددة.
وربما يكون الشرط الجزائي من طرف واحد فإذا مزق هذا العقد أو ضيع أو حرق، فلا شيء في هذه اللحظة يقيد العامل في هذه الشركة.
وهذا تماماً ما يتم بين الساحر وخادم الساحر، فإن مادة العمل هي التي يتم عليها نوع السحر الموكل به خادم السحر من الجن وهذا العمل هو (العقد) الذي يكون بين الساحر وبين الجن، وفيه مدة مكوث الجن في بدن المسحور، وأما عن الثمن الذي يتقاضاه من الساحر فهو كفر الساحر بالله ومعاونته على الإثم والعدوان، أما الشرط الجزائي فهو إذا خرج الشيطان الموكل بالسحر من بدن المسحور قبل انتهاء المدة المحددة له، فإن إبليس يقتل الشيطان العاصي لأوامره، فإذ مزق هذا العمل (العقد) عن طريق إخراجه أو تمزيقه أو حرقه أو انتهاء المدة المحددة له ففي هذه اللحظة يخرج الشيطان من بدن المسحور لأنه لا شيء يقيده حينئذ في بدن المسحور.
في عالمنا اليوم، يعتبر السحر والحسد والمس وسحر تحقير شأن الإنسان من المواضيع التي تثير فضول الكثيرين. ويعتبر البعض أن هذه الظواهر والامراض تحمل في طياتها آثارا سلبية تؤثر على حياة الأفراد والصحة الجسدية والنفسية. هناك العديد من الطرق والتقاليد التي تعنى بعلاج هذه الامراض، سواء كانت عبر الطب الروحاني، أو الطب البديل، أو الطب النفسي. يمكن العثور على بعض النصائح والطرق الفعالة في التخلص من تأثيرات هذه الامراض عبر زيارة مواقع إلكترونية متخصصة، مثل:
1- علاج السحر: تفصيل حول الطرق التقليدية والروحانية لعلاج تأثيرات السحر.
2- علاج الحسد: نصائح وأساليب للوقاية من الحسد وكيفية علاجه والتعامل معه.
3- علاج المس: استعراض للطرق التي يمكن أن تساعد في التخلص من تأثيرات الشياطين والمس الشيطاني.
4- علاج سحر تحقير شأن الإنسان: نصائح حول كيفية التغلب على تأثيرات وعلاج سحر التحقير الذي يستهدف شأن الإنسان.
5- أخطر أنواع السحر: استعراض لأنواع السحر الأكثر خطورة وكيفية التصدي لها.
6- سحر تعطيل الزواج: من أخطر أنواع السحر التي تُمارس بهدف منع شخص ما من تحقيق الاستقرار العاطفي وتكوين أسرة سعيدة.