في الطفولة المبكرة تكون العلاقة الأساسية للولد والبنت بالأم , فهي الحبيب الأول , وفي حين تستمر علاقة البنت وتوحدها بالأم على نفس الطريق نجد أن الولد يحتاج لعمل تحويلة حيث يبتعد عن الأم ويقترب من الأب لكي يتوحد به ويستدمج صفاته الذكورية , وربما لهذا السبب نجد زيادة في حالات الجنسية المثلية (الشذوذ) في الذكور مقارنة بالإناث (2,8% : 1,4%) . إذن فالهوية الأنثوية هي الأصل , أما الهوية الذكورية فتحتاج لتنشئة معينة كي تبرز وتتأكد , وتحتاج لوجود رجل كي يتم التوحد معه في مرحلة معينة من العمر , لذلك قالوا "الرجل يربيه رجل" .
وقد كان فرويد يقول بأن اكتساب الهوية الجنسية يتم في المرحلة القضيبية من النمو الجنسي (من سن 3 إلى 5 سنوات) حين يدرك الطفل الذكر أن أبيه ينافسه في حب أمه (فيما يسمى بعقدة أوديب) , وبما أنه غير قادر على منافسة أبيه بل يتوقع أن يقوم الأب بخصائه عقابا له , لذلك فهو يتقمص صفات الأب ويتوحد معه (التوحد مع المعتدي) ويظل بداخله حنين عميق نحو المرأة يظهر في مراحل النضج التالية متوجها نحو الجنس الآخر لينشأ عنه الحب والزواج , أما البنت فتشعر بالحب نحو أبيها ولكنها تكتشف أن أمها تنافسها في ذلك الحب (فيما يسمى بعقدة إلكترا) فتتوحد مع الأم خوفا منها وتكتسب صفاتها ويظل بداخلها حنين عميق نحو الرجل يتجلى بعد ذلك في حب ناضج للجنس الآخر يدفع نحو الزواج .
وحديثا وجد باحثون آخرون أن الطفل الذكر لا يتوحد مع أبيه فقط بدافع الخوف منه (كما ذكر فرويد) , وإنما قد يتوحد مع الأب بدافع الحب له خاصة إذا وجد في الأب الشخص المسئول القوي الراعي والمحتوي والمؤثر ودافئ المشاعر .
أما جوزيف نيكولسي فيذكر في كتابه الرائع (Reparative Therapy of Male Homosexuality , Rowman and Littlefield edition 2004) آراءا جديدة مبنية على دراسات لكثير من علماء النفس مفادها أن كل تغير نفسي يحدث للطفل له مرحلة تطورية معينة يكون الجهاز النفسي والعصبي للطفل في حالة جاهزية لاستقبال هذا التغير والنمو فمثلا اكتساب اللغة يكون في أحسن حالاته في السنوات الثلاثة الأولى من العمر , وإذا تأخر تعليم الطفل مفردات اللغة في هذه المرحلة يصبح تعليمه أصعب بعد ذلك . وفي نطاق الهوية الجنسية تبين من خلال الدراسات التي قام بها كل من (Greenacre 1957 ; Kohlberg 1966 ; La torre 1979 ; Moberly 1983 ; Money and Ehrhardt 1972 ; Socardes 1986; Stoller 1968) أن المرحلة الحرجة التي تتشكل فيها الهوية الجنسية هي ماقبل الثالثة من العمر , وذكر هؤلاء العلماء أن أكثر المراحل حيوية وجاهزية في استقبال الهوية الجنسية هي النصف الثاني من السنة الثانية من العمر . وقد وجد أن الطفل يكون لديه بعض الإحساس بالأب ربما منذ الشهر الرابع من عمره , وحين يبلغ ثمانية عشر شهرا يستطيع أن يفرق صور الأولاد عن صور الفتيات , ويفرق صور الرجال عن صور النساء (طبقا لدراسات La torre 1979) . ومنذ هذا السن يبدأ الطفل يتحرك بعيدا عن الأم ويقترب من الأب (في الحالات السوية) وبداخله شعور بأنه مختلف عن أمه ومتشابه مع أبيه , أما البنت فتظل ترغب في قربها من أمها وتشعر بالتشابه معها .
وإذا كان ثمة علاقة بين البيولوجي وبين الهوية الجنسية فهي في جاهزية التركيبات النفسية والعصبية لاستقبال معالم الذكورة أو الأنوثة في مرحلة بعينها من العمر , أما موضوع تأثير الجينات والهرمونات فلم تثبت صحتها وإنما تبين أن من قاموا بالبحث فيها كانوا مثليين أو متحيزين لهم ولذلك كانت نتائجهم مشكوك فيها ولم تتأكد بإعادة البحث , وإنما كان الهدف منها الإيحاء بأن الهوية الجنسية تستند إلى حتمية بيولوجية وأن الإنسان ليس له فيها خيار , وبذلك تعفي المثلي (أو المثلية) من أي مسئولية تجاه ميوله (أو ميولها) وتستبعد الجانب التربوي والبيئي من الموضوع .
وفي تلك المرحلة الحيوية والهامة من النمو النفسي والإجتماعي حين يقترب الطفل من أبيه فإنه يحتاج أن يشعر منه بالحب والقبول , حتى يستطيع أن يستدمج صفاته , وأن يقوم بعملية نقل تدريجي لكل برامج الرجولة من ذات الأب إلى ذاته . وفي الوقت الذي يحاول الطفل أن يتوحد بأبيه ويستدمج صفاته يتوجب على الأب أن يبارك ذلك ويشجعه ويثني على صفات الذكورة المبكرة في ولده . إذن فالطفل الذكر يحتاج لأن يقطع المسافة بين عالم الأنوثة ممثلا في الأم إلى عالم الذكورة ممثلا في الأب , ولكي يتم هذا الإنتقال بنجاح , يحتاج دفعا وتشجيعا وقبولا من الأب ويحتاج أيضا دفعا وتشجيعا من الأم , وكلاهما (الأب والأم) في حالة كونهما سويين يقومان بذلك وتكون النتيجة أن يكتسب ابنهما صفات وخصائص عالم الرجال ويصبح فخورا بها .
وقد يكون في أحوال أخرى رغبة لدى الأم في أن تستبقي ولدها في أحضانها وقريبا منها فتغريه – بوعي أو بغير وعي – على البقاء قريبا منها فتدلله وتعطيه كل ما يطلب على أمل البقاء معها , وربما تشكل عازلا بينه وبين أبيه . وفي المقابل قد تكون صفات الأب غير مشجعة للطفل لأن يبتعد عن عالم الأنوثة ويدخل في عالم الذكورة , كأن يكون الأب قليل المشاعر أو قاس في تعاملاته أو كثير الإهانة والنقد والتوبيخ للطفل أو مبتعد عنه (جسديا أو وجدانيا) , أو رافض له , أو متصارع معه (وكأنه منافس له على الذكورة في البيت) , أو خائف منه (أن يسلبه القيادة في يوم من الأيام) أو يشعر بالغيرة منه (حيث ينافسه على قلب الأم) , أو مشغول عنه .
والأب يعلم الطفل أن بإمكانه أن يقترب منه ويبتعد بعض الشئ عن أمه , ومع هذا يظل محتفظا بعلاقة حميمية مع كلاهما , ويظل محتفظا فوق هذا باستقلاله كإنسان له إرادة واختيار حتى في هذه المرحلة المبكرة من العمر . إذن حين تنجح هذه العلاقة الثلاثية (الطفل – الأم - الأب) في التوازن ينشأ الولد سويا ويكتسب الهوية الذكرية في سلاسة , ويستبقي في داخله الحنين إلى الأنثى ولكن مع أخرى غير الأم ينتظر التكامل معها في مرحلة ما من مراحل نموه .
وكلما كانت معالم الرجولة في الأب واضحة ومؤكدة , كلما كانت درجة التوحد معها قوية خاصة إذا شعر الطفل بالقبول والحب من أبيه , أما إذا كانت معالم الرجولة باهتة لدى الأب فإن الطفل قد لا يجد فروقا كبيرة بين أبيه وأمه فينشأ في حيرة بين الهوية الأنثوية والهوية الذكورية الباهتة , ويصبح الأمر أكثر صعوبة حين تكون الأم لديها بعض سمات الرجولة كالخشونة والسيطرة . ومن خلال درجات الأنوثة والذكورة في الأم والأب تنشأ درجات متباينة من الهوية الأنثوية أو الذكورية أو المختلطة لدى الطفل .
حالات تفشل فيها رحلة التحول إلى عالم الرجال (جذور السلوك المثلي – الشاذ):
وهناك حالات قد تزيد فيها حتمالات فشل التوحد مع الأب لدى الطفل الذكر وبالتالي تزيد قابليته للسلوك المثلي , نذكر منها :
1 – عدم وجود الأب البارز : ونعني هنا بالبارز كونه واضح الوجود والمعالم مقارنة بمن حوله في البيت , فهو واضح الرجولة , قوي التأثير , دافئ المشاعر , راع لأسرته , متواجد وحاضر في المكان والزمان والوعي , ممسك بزمام الأمور , له القيادة والقوامة في البيت , ناجح في عمله وفي علاقاته , له شخصية مستقلة , ومعتمد على نفسه , ومؤكد لذاته , وقادر على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب .
2 – علاقة مشبعة وقوية أكثر من اللازم بالأم : وهذه العلاقة تعززها الأم بأن تمنح الطفل كل ما يحتاجه , فبذلك تتوثق علاقته بها يوما بعد يوم , ولا يجد أي دافع لديه لأن يتوجه نحو الأب أو يرتبط به , إذ يكتفي بأمه عن كل شئ , ويصبح "ابن امه" .
3 – الفشل في تحقيق الإستقلال لدي الطفل : والإستقلال يعطي الطفل الإحساس بالقدرة والكفاءة , وهذا الإحساس يسهل الولوج إلى عالم الذكورة والذي يحتاج إلى درجة من الإستقلال والقدرة والكفاءة . أما الطفل الضعيف الخائف المعتمد على أمه والملتصق بها فهو لا يغامر بالحركة نحو الأب ويكتفي ويتشبث بالأم .
4 – غياب الأب أو من يمثله من عالم الذكور
النموذج السلوكي في أسرة أصحاب الهوية الجنسية المثلية :
وفي الأسر التي يخرج منها طفلا ذو ميول مثلية نجد أن الأم تتشبث بطفلها ولا تسمح له بالحركة نحو أبيه , وقد تشوه صورة الأب لديه دون أن تدري حتى يحتمي الطفل بها من قسوة أو رفض أبيه , وقد يكون الأب فعلا كذلك فلا يسمح للطفل بأن يقترب منه أو يتفاعل معه . وفي هذه الحالة يأنس الطفل الولد إلى عالم النساء ويشعر بأنهن أكثر لطفا وقبولا وحبا وحنانا من الرجال , ولكن يظل بداخله حنين شديد إلى أب عطوف متقبل وإلى رجل يكتمل به ويعطيه الحب والحنان , لذلك نجد هذا الولد ميالا إلى التعلق بمدرسيه أو مدربيه أو أصدقائه الذين هم أكبر منه سنا , وقد يرتمي في أحضان هؤلاء بالمعنى الحسي أو الوجداني , ويتعلق بهم تعلقا مرضيا , ويخشى أن يفقدهم لذلك يحاول أن يتملكهم . وقد تظل الميول المثلية عند هذا الحد , أو قد تتطور إل احتياجات جنسية مثلية خاصة في مرحلة المراهقة , وقد تبدأ في سن مبكر إذا تم تعرض الطفل لاستغلال جنسي من أحد الكبار . ومن هنا نفهم ذلك الحنين الشديد لدى طائفة من المثليين لمن يكبرونهم سنا ولمن تظهر عليهم علامات النضج والأبوة , وهذا ما يطلق عليه "الجوع إلى الأب" , وهو في عمق التركيبة النفسية لنسبة كبيرة من المثليين .
وفي حالات أخرى – حين يفشل الولد في التوحد مع الأب وبالتالي يفشل في اللحاق بعالم الرجال – يظل بداخله شعور بالضعف والنقص وعدم الجدارة , ويتولد بالتالي لديه شوق شديد إلى صورة الذكورة والرجولة وهو يبحث عن هذه الصورة في أكثر صورها جاذبية وعنفا فنراه ينجذب للشاب الوسيم مفتول العضلات مشعر الجسم , وكأنه يبحث عن مصدر قوي للرجولة (الشكلية والحسية غالبا) يشحن منه رجولته المفقودة أو الضعيفة , أو يكتمل به أو يحتمي فيه . وهو يريد أن يمتلك هذا الشخص الذي منحه الشعور بالإحتواء والإكتمال والجمال الذكري , لذلك تغلب على علاقات المثليين رغبة شديدة في تملك الشريك مع غيرة هائلة من أي شخص يقترب منه . وعلاقة المثلي بغيره من نفس الجنس تعتبر علاقة تكميلية (يكمل بها نقصه) , أما علاقة الغيري بالجنس الآخر فهي علاقة تكاملية يتكامل بها مع غيره .
وفي الطفلة الأنثى يحدث أنها لا تجد في الأم الصورة التي تستطيع أن تستدمج صفاتها وتتوحد معها , فتقترب أكثر من الأب وتكتسب صفات الذكورة ويصبح لديها حنينا إلى من تحتويها كأم بديلة وتمنحها الحب والرعاية والشعور بالإستمتاع والراحة والأمان .
وهذه الملاحظات والدراسات والإستنتاجات تفسر سلوك أصحاب الجنسية المثلية السالبة (المفعول بهم) (Passive homosexual) , إذن فكيف نفسر المثليين الموجبين (Active Homosexuals)(الفاعلين) ؟ . يبدو أن الجانب المرضي موجود أكثر لدى السالبين أما الموجبين فقد يلجأون لهذا السلوك بشكل عرضي طارئ نظرا لإتاحة الفرصة لعلاقة مثلية أو لغياب أو حظر العلاقات الغيرية بالجنس الآخر . ولهذا تكثر العلاقات المثلية في المجتمعات التي تصر على الفصل التام بين الذكور والإناث في كل مكان , فيتوجه أفراد كل جنس إلى بعضهم البعض يفرغون شحناتهم العاطفية والجنسية .
وهذه الأمور التي ذكرناها تتأكد في الممارسة الإكلينيكية من خلال التعامل مع المثليين في العيادة النفسية حيث يعبرون عن صورا باهتة للاب , أو أنه كان غائبا أو بعيدا , أو باردا انفعاليا , أو رافضا للطفل ( وهكذا الحال بالنسبة للفتاة المثلية حيث تصف أمها بالجفاء والقسوة , أو الإبتعاد والرفض) . ومن هنا نرى الولد المثلي يتوق إلى جذب انتباه واهتمام الذكور الأكبر سنا من حوله , وربما يتمسح بهم ويقترب منهم وجدانيا وجسديا , وكأنه يريد أن يعوض شيئا ناقصا في تكوينه , وبعضهم يقول : "إن أبي لم يربت على كتفي ولم يأخذني في حضنه طيلة حياتي , رغم أنني كنت أشتاق كثيرا أن أرتمي في حضنه وأن أشعر بعطفه وحنانه "
يا الله شفت هذا الموضوع البارحة وانا ابحث في جوجل فاعجبني لكنني خفت ان انقله ولا يعجبكم
فعلا موضوع رائع ...
في عالمنا اليوم، يعتبر السحر والحسد والمس وسحر تحقير شأن الإنسان من المواضيع التي تثير فضول الكثيرين. ويعتبر البعض أن هذه الظواهر والامراض تحمل في طياتها آثارا سلبية تؤثر على حياة الأفراد والصحة الجسدية والنفسية. هناك العديد من الطرق والتقاليد التي تعنى بعلاج هذه الامراض، سواء كانت عبر الطب الروحاني، أو الطب البديل، أو الطب النفسي. يمكن العثور على بعض النصائح والطرق الفعالة في التخلص من تأثيرات هذه الامراض عبر زيارة مواقع إلكترونية متخصصة، مثل:
1- علاج السحر: تفصيل حول الطرق التقليدية والروحانية لعلاج تأثيرات السحر.
2- علاج الحسد: نصائح وأساليب للوقاية من الحسد وكيفية علاجه والتعامل معه.
3- علاج المس: استعراض للطرق التي يمكن أن تساعد في التخلص من تأثيرات الشياطين والمس الشيطاني.
4- علاج سحر تحقير شأن الإنسان: نصائح حول كيفية التغلب على تأثيرات وعلاج سحر التحقير الذي يستهدف شأن الإنسان.
5- أخطر أنواع السحر: استعراض لأنواع السحر الأكثر خطورة وكيفية التصدي لها.
6- سحر تعطيل الزواج: من أخطر أنواع السحر التي تُمارس بهدف منع شخص ما من تحقيق الاستقرار العاطفي وتكوين أسرة سعيدة.