"وهناك موضوع آخر تظهر من خلاله أهمية ابتلاءات الحياة الدنيا, فلو لم هناك شر أو بلاء في هذه الدنيا, لبقيت سمات الخير في شخصية الإنسان المؤمن كامنة دون أن تظهرَ على جوارحهِ و لأصبحنا غير قادرين على رؤية صفات الصلاح والبر لدى عباد الله المخلصين , ولن يكون بإمكان الإنسان المؤمن الترقي في درجات السمو الروحي. لذا , فكل حادثةٍ تبدو سلبيةً في ظاهرها إنما تفتح آفاقاً لا حدود لها من الترقي لتصل بالإنسان المسلم إلى درجة الكمال الخلقي وتعمق بعده الروحي وترفع درجته ومكانته في الجنة إن شاء الله تعالى . كتب بديع الزمان رحمه الله تعالى موضحاً :
"يشكل الدين امتحاناً , أو اختباراً ارتآهُ الله سبحانه لكي تتمايز الأرواح السامية الرفيعة عن تلك الأرواح الدنيئة الوضيعة في ميدان سباق الحياة . وإليك الآن هذا التمثيل الرائع, تماماً كما نُدخلُ المواد الصلبة في النار كي نفصل الماسَ عن الفحم , والذهب عن الخبث , كذلك الدين يشكل مجموعة تكاليف فرضها الله على الإنسان ليدخل في ميدان منافسة فسيحة تشكل الفرائض أهم عناصرها. فالدرر القيمة في منجم قدرات الإنسان تنفصل عن تلك المواد الخبيثة , وقد تنزل القرآنُ الكريمُ لكي يرقى بالإنسان إلى حدود الكمال الإنساني وهو يقدّمُ الاختبار تلو الاختبار في ميدان سباقٍ شاسع"
السلام على جميع الاخوة الكرام المتواجدون هنا بارك الله فيكم
بين اليأس والأمل
محمد حسين فضل الله
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد وهو يحدثنا حديث يعقوب (ع) لبنيه عن قصة يوسف الذي غاب عنه كما يقولون مدة (18) سنة من دون أن يعرف له خبراً (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) يوسف: 87. وفي آية أخرى: (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الظالمون) الحجر: 56. وفي آية ثالثة: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) الزمر: 53.
إن قصة اليأس والأمل ليست مجرد قصة تتصل بالحالة النفسية للانسان من خلال نتائجها الإيجابية والسلبية، بل تتصل من خلال كلام الله وبالخط العقيدي، فأن تكون الانسان الذي يعيش الأمل في عقلك وقلبك يساوي أن تكون مؤمناً، وأن تكون الانسان اليائس يساوي أن تكون كافراً، وليس من الضروري أن يكون الإيمان والكفر بشكل مباشر فقد يكون بشكل غير مباشر، واليأس والأمل قد ينطلقان بالنسبة للانسان الذي عاش المعاصي وأحاطت به ذنوبه، وقد تحصل للانسان الذي يعيش حركة حياته بكل طموحاته وبكل حركتها وفي كل مشاكلها في المرحلة الأولى، والله يريد من الانسان أن لا يياس من رحمته، وأن لا ييأس من سخطه وغفرانه، حتى أن اليأس من رحمة الله يعد من الكبائر، بل لا بد له من أن يستنطق صفة العفو والرحمة لدى ربه، فهو الذي عفوه أكثر من غضبه، وهو الذي سبقت رحمته غضبه، وهو الغفور الرحيم (ورحمتي وسعت كل شيء) الأعراف: 156. ولذلك فلا بد للانسان المؤمن حتى لو تجاوز الحدود المعقولة في الذنب، لا بد أن يفكر أن الله قد فتح التوبة بأوسع مما بين السماء والأرض.
(قل يا عبادي) في بعض الآيات تشعر بأن الكلمة الربانية مملوءة بالحنان (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) والإسراف على النفس هو تجاوز الحد (لا تقنطوا من رحمة الله) لا تقولوا لقد قطعنا شوطاً كبيراً في المعصية ولن يرحمنا الله، لأن شأن ربكم الذي عصيتموه وأسرفتم في معصيته، شأنه المغفرة والرحمة (إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) وهكذا ينبغي للانسان أن يعيش الأمل بعفو الله ومغفرته ولكن لا بالمستوى الذي يستسلم فيه لأحلام العفو والرحمة بحيث يدفعه ذلك إلى استسهال المعصية كالكثيرين من الناس الذين يسوفون التوبة، ويستعجلون الذنب، ويقولون غداً نتوب، فالشاعر يقول:
لا تقل في غد أتوب لعل الغد يأتي وأنت تحت التراب
فمن يا ترى يضمن لك أن تتوب في الغد، فقد لا تحيا في الغد أو إذا حييت فقد لا توفق، لذلك لا بد أن يعيش الانسان بين نور خيفة ونور رجاء ((خف الله خيفة لو أتيته بحسنات الثقلين لعذبك، وارج الله رجاء لو أتيته بذنوب الثقلين لغفر لك)) هذا التوازن بين الخوف والرجاء هو الذي يدفعك إلى الطاعة ويمنعك عن المعصية ويمنعك عن اليأس، ولا سيما الشباب الذين يعجل اليأس إلى حياتهم عندما يواجهون مشكلة عاطفية أو مشكلة عائلية أو مادية أو ما إلى ذلك، فإنهم ييأسون لأن الحياة لم تكن قد اتسعت لهم ليعرفوا طبيعتها وقوانينها وليعرفوا (إن مع العسر يسرا) وأن مع الشدة فرجاً، لذلك قد ييأسون وقد يدفعهم اليأس إلى الإنتحار، كما نلاحظ ذلك لدى الكثير من الشباب. وإن الله سبحانه وتعالى يريد أن يقول لنا من خلال قصة يوسف (ع) ويعقوب (ع) إن على الانسان أن لا يفقد الأمل، لأن فقدان الأمل يعني الكفر، وهو أن تقول بأن الله غير قادر فإن معنى ذلك أن الله غير قادر على أن يحل مشكلتك ولكن لا بد لمشكلتك من عمر تقطعه، وقد لا يكون لك مصلحة في حل هذه المشكلة، لأن قضيتك تنطلق على أساس خط آخر، وعلى أساس واقع آخر.
ولنا أن نتساءل: لماذا ربط الله بين الكفر وبين اليأس؟ ببساطة، لأن اليأس يعني عدم الإيمان بقدرة الله مطلقاً، وبالتالي يؤدي إلى الكفر، لأن من أسس الإيمان أن نؤمن بالقدرة المطلقة لله سبحانه وتعالى، فعلى الانسان المؤمن إذا أحاطت به المشاكل أن يدرسها على أساس الواقع، وأن يدرس الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها، والآفاق التي يتطلع إليها وأن لا يحبس نفسه في سجن ضيق من التشاؤم ومن اليأس، بل يفتح لنفسه كل أبواب الرجاء وكل أبواب الأمل، وقد حدثنا الله في بعض آياته أن التقوى التي يعيشها الانسان في عقله وفي قلبه وفي حياته قد تؤدي به إلى أن يجد المخرج حيث لا مخرج، وأن يكتشف الحل حيث لا حل، وأن يحصل على الرزق من حيث لا يحتسب (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) الطلاق: 2. فعندئذ تغلق كل الأبواب وينظر الانسان يميناً وشمالاً وفي جميع الجوانب فلا يرى هناك منفذاً، ولكن الله يجعل المخرج حيث لا مخرج ويرزقك من حيث لا تحتسب.
ومن يتوكل على الله وهو يسعى لحل مشكلته، ومن يتوكل على الله وهو يعي طبيعة الواقع، ومن يتوكل على الله وهو يخطط للمستقبل، (ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره) فإذا أراد الله شيئاً بلغه (قد جعل الله لكل شيء قدراً) الطلاق: 3. قد جعل الله للمشاكل قدراً محدوداً، ولحلولها قدراً محدوداً وفتح للانسان أكثر من أفق جديد، في عقولنا وفي قلوبنا ومشاعرنا، فأن نكون المؤمنين يعني أن لا يزحف اليأس إلى حياتنا وأن نبقى نحدق في الشمس عندما تميل إلى الغروب ويسيطر الظلام ونحدق بالنجوم وهي تشير إلينا أن الظلام ليس خالداً، وأن هناك إشراقة الفجر التي تنطلق من كل نقاط الضوء. فإذا كنت تشعر بالظلام ففكر بنقاط الضوء التي تجدها منتشرة في الحياة حتى تلتقي بالفجر وفي قلبك أكثر من أمل وفي قلبك أكثر من انفتاح على الشروق، وأقولها للشباب، عندما ينطلقون في دراساتهم وفي مشاعرهم وفي عواطفهم، وأقولها للثائرين وللمجاهدين الذين يواجهون التحديات، ليس هناك ظلام مطلق، علينا أن ننتج النور من عقولنا وأن ننتج النور من قلوبنا وأن ننتج النور من جهدنا لنلتقي بالنور الذي يفتحه الله لنا من خلال إشراقة شمسه.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ. أخرجه الترمذي ( 2 / 64 ) و ابن ماجه ( 4031 ) و أبو بكر البزاز بن نجيح في الثاني من حديثه ( 227 / 2 ) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1 / 227 ).
قال العلَّامة المجَدِّد محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في تعليقه على الحديث: وهذا الحديث يدل على أمر زائد على ما سبق وهو أن البلاء إنما يكون خيراً، وأن صاحبه يكون محبوباً عند الله تعالى, إذا صبر على بلاء الله تعالى, ورضي بقضاء الله عز وجل، ويشهد لذلك الحديث الآتي: عجبت لأمر المؤمن, إن أمره كله خير, إن أصابه ما يحب حمد الله وكان له خير وإن أصابه ما يكره فصبر كان له خير, وليس كل أحد أمره كله خير إلا المؤمن.
أخرجه الدارمي ( 2 / 318 ) و أحمد ( 6 / 16 ) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1 / 228 ).
جزاك الله كل خير أخي في الله "ففروا الى الله" وبارك لك في ايمانك وعلمك وزادك تفقها ونفعا لكل مسلم وجعلك ذخرا لكل من ارتضى سبيل الهداية والصلاح وجهاد النفس ديدنا لحياته .. آمين يارب
احي جميع الاخوة هنا ...
و علي راسهم الاخ الوافد الجديد NeverGetDown و بصراحة أثار فيني هذا الاسم ما أثار من الدفعات القوية لمواصلة السير في طريق الجهاد و الخلاص ...
بارك الله فيك أخي NeverGetDown علي كلماتك الصادقة .... الجميلة ...
نعم صدقت فيما يتعلق بالاهتمام بالجانب العقدى في الخلاص من هذا المرض ....
و التيقن بأن كل من علي ظهر البسيطة مبتلي بشي من هذه المعاصي ...
و ليس المشكلة في الابتلاء بعينه و لكن العبرة بتعاملنا مع هذا الابتلاء ....
... أخواني ربما يصيبنا بعض الفتور في بعض الاحيان ...
لكن لا يكون هذا عاملاً للتراجع و التدهور .....فكفانا ما لحق بنا في سابق أيامنا ....و لا أظن أن في العمر بقية للتراجع و الاستسلام لمانعانيه .....برغم صعوبة الطريق ....
يجب علينا ان لا ننساق وراء الياس و القنوط ....
و لابد ان تاتي ساعة يتقبل الله منا جهادنا ....و يشفينا و يخلصنا من هذا الداء ......فقط ......إذا علم منا صدقاً ..في التوبة و الاوبة اليه .....
اخواني ..... قال أحدهم .... : تاب أبونا آدم من الذنب فاجتباه ربنا و هداه ..... و أخرج من صلبه أنبياء و شهداء و علماء و أولياء ...فصار أعلي بعد الذنب منه قبل الذنب ......
فنسأل الله أن يوفقنا للتوبة .... ..و أن يرزقنا حسن الختام .... و يحفظنا من كل سوء ....
و أحي مرة اخي الاخ الصادق NeverGetDown ....
و أحي الاخ المترجم drm .....و أقول له جزاك الله خير ......
معلش تأخرت فى الترجمة انا كمان كنت واخد شوية ريست
اليكم نص الترجمة لآخر مشاركات الاخ الفاضل "NeverGetDown"
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NeverGetDown:
السلام عليكم يا اخوتى
أتمنى أن تكونوا بكل خير
أخى "علاء كريم"
لقد قرأت مشاركتك فى وقت متأخر من الليل
وكان وقت مناسب جدا لدعاءك الطيب والذى تطرق داخل أعماقى
الله يجازيك كل خير ويباركلك فى الدنيا والآخرة
اللهم آمين
وبالنسبة لسؤال الأخ "Nasersa" عن الكتب
(معلش يا جماعة دى حتة من عندى ابحثوا عن الرابط المفقود )
عودة لبقية الكلام
لو كان ليس فعال فعليك بالبحث فى روابط البحث غوغل
قسم الكتب
وعليك وضع تلك الكلمات
Coming out straight
واتمنى انه يكون بالفايدة إن شاء الله
وأتفق معك تماما أخى "Nasersa" فى مشاركتك الاخيرة بارك الله فيك
اخوتى أود اسلط الضوء على أمرين:
أن طريقة تعاملنا مع المثلية الجنسية ليست مقتصرة على السيطرة على ميولنا الجنسية لكن ايضا تمتد الى طريقة معيشتنا الحياتية .
وما أعنيه هو أننا نستطيع أن نجد حولنا الآلاف من النعم وما أحل الله لنا من ملذات بدءا من الطعام إلى العديد من النشاطات الرياضية ، فضلا عن القراءة والكتابة وحفظ القرآن ، ومساعدة المجتمع ، واتقان العمل ، والقيام بحلقات قرآن كريم بالمسجد.
وبكل تأكيد سنجد متعة كبيرة في أداء هذه الأنشطة ، فالحمد لله لدينا القدرة على القيام بها.
الخلل الوظيفي الذى عاشه البعض فى مرحلة طفولته بالتأكيد يمكن تصحيحه (معالجته) بتعلم السلوك الذى يجب أن نمارسه ونتاقلم عليه وذلك بعون الله.
أنا أتحدث عن تجربتي الشخصية ووجهة نظرى.
لذلك دعونا نعتمد على الله سبحانه وتعالى في كل ما يمكن أن نسعى له وندعى الله باخلاص وصدق أن يحمينا من الشرور والخطايا ، وأن يهدينا إلى الطريق القويم.
سلام
NGD
ملحوظة
أخى المترجم أود أن اعطيك فسحة قليلة ولكن تحلى بالصبر إلى أن احصل على لوحة مفاتيح عربية
في عالمنا اليوم، يعتبر السحر والحسد والمس وسحر تحقير شأن الإنسان من المواضيع التي تثير فضول الكثيرين. ويعتبر البعض أن هذه الظواهر والامراض تحمل في طياتها آثارا سلبية تؤثر على حياة الأفراد والصحة الجسدية والنفسية. هناك العديد من الطرق والتقاليد التي تعنى بعلاج هذه الامراض، سواء كانت عبر الطب الروحاني، أو الطب البديل، أو الطب النفسي. يمكن العثور على بعض النصائح والطرق الفعالة في التخلص من تأثيرات هذه الامراض عبر زيارة مواقع إلكترونية متخصصة، مثل:
1- علاج السحر: تفصيل حول الطرق التقليدية والروحانية لعلاج تأثيرات السحر.
2- علاج الحسد: نصائح وأساليب للوقاية من الحسد وكيفية علاجه والتعامل معه.
3- علاج المس: استعراض للطرق التي يمكن أن تساعد في التخلص من تأثيرات الشياطين والمس الشيطاني.
4- علاج سحر تحقير شأن الإنسان: نصائح حول كيفية التغلب على تأثيرات وعلاج سحر التحقير الذي يستهدف شأن الإنسان.
5- أخطر أنواع السحر: استعراض لأنواع السحر الأكثر خطورة وكيفية التصدي لها.
6- سحر تعطيل الزواج: من أخطر أنواع السحر التي تُمارس بهدف منع شخص ما من تحقيق الاستقرار العاطفي وتكوين أسرة سعيدة.