الاضطرابات الجنسية


قسم فقدان الميول الجنسية - الاضطرابات الجنسية
D.munthir 10:05 AM 27-05-2012

بسم الله الرحمن الرحيم


إنّ جلّ تصنيفات الاضطرابات النّفسجنسيّة تحوي في ذاتها مفهوم السّواء، وبقدر ما تعتمد هذه السّوائيّة على الأخلاقيّات والقيم أو على السّواء الحيوي (البيولوجي) بقدر ما تكون حدودها واضحة بيّنة، خلافا لهذا فإنّنا بقدر ما نبتعد من الحيوي والثّقافي بقدر ما تتوسّع حدود السّوائيّة إلى درجة تداخل مع اللاّسوائيّة. وفي هذا الإطار نستحضر المفهوم الضيّق للسّوائيّة الجنسيّة لكلّ من كرافت إيبنغ (Krafft. Ebing/1882) و رناي قييون (René- Gayon/1948) ففي حين يختزل أن الأوّل السّوائيّة في العلاقة الإيلاجية نجد الثّاني يدافع عن الممارسات الجنسيّة الشّرعيّة ويحصر الشّذوذ (اللاّسوائيّة الجنسيّة) في الممارسات المنافية للحياء، وبين هذا وذاك نجد موقف وسط يعتمد "المعايير النّشأويّة" لتحديد مفهوم السّوائيّة.
إن الأخذ بعين الاعتبار القيم والثّوابت المتداولة داخل المجتمعات يدعوا أحيانا إلى تعريف اللاّمتعارف على أنّه اللاّسوي و هذا ما دفعني إلى أن أصنّف ضمن حالات اللاّسوائيّة الجنسيّة: اضطرابات الميول الجنسيّةإضافة إلى الشّبقيّات اللاّنموذجيّة، الشّبقيّات الشّاذّة (المنحرفة)، عدم استدماج الشّبقيّة الإلتحامية أو الشّبقيّة اللاّالتحاميّة السّائدة، الإدمانات الجنسيّة والجناسات (العصابات الجنسيّة ).
1. اضطرابات الميول الجنسيّة:
تتمثّل اضطرابات الميول الجنسيّة في : الجنوسيّة (الجنسيّة المثليّة)، الجنسيّة الغيريّة الكاذبة ورهاب التّحوّل الجنوسي

1.1 الجنوسيّة (الجنسيّة المثليّة):
رغم حذف الجنوسيّة كاضطراب جنسي من التّصنيفات الحديثة للاضطرابات النّفسجنسيّة إلا أنّني اعتبرها "اضطرابا وتندرج ضمن دائرة اللاّسوائيّة الجنسيّة عندما تكون متنافرة مع الذّات لكونها تشكّل إحدى مظاهر القطيعة في سيرورة "التّفرّديّة الجنسيّة".
إنّ الجنوسيّة يمكنها أن تكون مطلقة، مسيطرة أو متبقّية، هواميّة أو/ و فاعلة، متنافرة مع الذّات أو متوافقة مع الذّات.

1.2 الجنسيّة الغيريّة الكاذبة:
تكون الممارسات الجنسيّة في حالات الجنسيّة الغيريّة الكاذبة فاقدة لقيمتها الشّبقيّة والتّهيّج الجنسي لا يعدو أن يكون مجرّد استثارة فسلجيّة خالصة ناتجة عن إثارة حيويّة (يبولوجيّة)، قد تكون مدعومة أحيانا بهوامات جنوسيّة وأحيانا أخرى بمنعكسات عصبيّة آلية بحتة. إنّ مثل هذا السّلوك قد نجده عند الجنوسي المتنافر مع ذاته الذي يسعي إلى طمس جنوسيّته من خلال تكوين جنسيّة غيريّة سطحيّة (ظاهريّة). في هذا السّياق أعرض حالة أحد الجنوسيّين (تسيطر عليه هوامات و أحلام جنوسيّة بحتة ) كان قد تزوّج على أمل التّخلّص من نزعة انجذابه الجنوسي، يصف استثاراته الجنسيّة واستجاباته الفسلجيّة على أنّها مجرّد منعكسات آليّة لامتعيّة لاشبقيّة خالية من اللّذّة فاقدة لأيّ دعم هوامي جنسي غيري. رغم أنّه يتوصّل بيسر إلى إحداث الانتصاب ودفق المني في علاقته الجنسيّة.
يعتبر تشخيص الجنسيّة الغيريّة الكاذبة يسيرا عندما تصاحب التّصرّفات الجنسيّة الغيريّة هوامات جنوسيّة بحتة.

1.3 رهاب التّحوّل الجنوسي:
يصنّف خوف التّحوّل إلى الجنوسيّة "رهاب الجنوسيّة" ضمن اضطرابات الميول الجنسيّة الذي قد يأخذ أحيانا أبعادا متضخّمة إلى درجة حدوث حالات هلع عند البعض، لكن هذا الخوف الشّديد من التّحوّل إلى الجنسيّة المثليّة نجده أقلّ حدّة وانتشارا عند الإناث منه عند الذّكور، ذلك أنّ الأثر السّلبي للجنوسيّة" على الهويّة الجنسويّة الأنثويّة يعدّ أقلّ وطأة منه على الهويّة الجنسويّة الذّكوريّة (إنّ الرّغبة اللاّشعوريّة أبلغ أثرا في خلخلة التّوازي الجنسوي).

2. الشّبقيّات اللاّنموذجيّة:
رغم أن القوانين التي تخضع لها الشّبقيّة ما زال يلفّها الغموض، إلاّ أن الاتّفاق يبقى حاصلا في تعدّد أنماط الشّبق الجنسي، ومن صواب القول أنّ مصادر النّزوة الشّبقيّة "الأيروس" و أشكالها التّعبيريّة لا تنظب مطلقا، بداية من أبسط مظاهر الشّبقيّة المتعارف عليها إلى أكثرها غرابة و شذوذا، وفي هذا الإطار، نشير إلى تعدّد التّسمّيات المتعلّقة بالتّصرّفات الجنسيّة اللاّسويّة، من انحراف جنسي إلى شذوذ جنسي، زيغان جنسي، عهر جنسي ….
يشكّل التّصرّف الجنسي جنحـة أو جريمـة جنسيّة عندما يندرج تحت طائلة القانون ومجموع هذه التّصرّفات المتمثّلة في الممارسات الشّبقيّة التي تتعارض مع المألوف والمتعارف عليه اجتماعيا أو المتحمّل و المسكوت عنه في العرف الاجتماعي نعبّر عنه في علمنفسجنسي بـ" الشّبقيّات اللاّنموذجيّة". فهي تحتلّ مكانة متميّزة في التّصنيف السّريري للاضطرابات النفسجنسيّة لأنّها تعكس خللا في النّشوئيّة الجنسيّة، وقد عرضنا في جدول التّصنيف أهمّ أنماط الشّبقيّات اللاّنموذجيّة المتمثّلة أساسا في: الأثريّة الشّبقيّة، التّزيّي الشّبقي (الأثري)، الاستعرائيّة الشّبقيّة، تعشّق الصّبيان الشّبقي، تعشّق الحيوان الشّبقي، شبقيّة المحارم، الشّبقيّة الشّرجيّة، شبقيّة المضايقة الجنسيّة (شبقيّة التّحرّش الجنسي)، الماسوشيّة الجنسيّة و أنماط شبقيّة أخرى غير مفصّلة.

3. الشّبقيّات المنحرفة (الشاّذّة):
عندما يتمّ الإشباق نتيجة رغبة الإيذاء و المضايقة أو إزعاج الشّريك و تحقيره والحطّ من شأنه وعندما يستمدّ طاقته ومصدره من الأذى المحدث للغير سواء كان معنويّا أو مادّيا فإنّه يدخل حتما ضمن دائرة الشّذوذ (ستولر 1978) . إن مفهوم الشّبقيّات الشّاذّة يعود بنا إلى مجموعة التّصرّفات الجنسيّة التي تكون فيها رغبة إيقاع الأذى بالآخر معبّرة سواء بصفة مباشرة (شأن السّادية الجنسيّة) أو بطريقة مقنّعة ( شأن بعض حالات التّطلّع الجنسي الشّبقي، الاستعرائيّة الشّبقيّة والتّزيّي الشّبقي). إن الجنوسيّة والشّبقيّات اللاّنموذجيّة لا يمثّلوا انحرافا شبقيّا في حدّ ذاتهم ولكنّهم يتحوّلوا إلى شذوذ عندما تكون لذّة إيقاع الألم و إيذاء الآخر المصدر الأساسي لللإشباق (كذلك الشّأن بالنّسبة للجنسيّة الغيريّة).

4. الشبقيّة اللاّالتحاميّة السّائدة:
لا يمكن اختزال الحياة الجنسيّة في مجرّد العمليّة الجنسيّة أو الفعل العشقي، فمن خلال التّبادل الجنسي تكون المشاعر الإنسانيّة معبّرة عن ذاتها بجميع تناقضاتها ومفارقاتها وازدواجيتها، فالمشاعر الجنسيّة النّقيّة الخالية من البغض والكره (المثالية) تدخل في إطار الأسطورة والخرافة أكثر من كونها تعبيرا صادقا عن حقيقتها.
إن سيرورة النّضج الجنسي لا تتحقّق إلاّ بقدر ما يمتلك الإنسان من طاقة لإدماج المكوّنات الإلتحاميّة واللاّإلتحاميّة للإشباق (كريبولت 1991)، يحدث (على المستوى السّريري)" الإضطراب الشّبقي الإلتحامي" عندما يحصل عجزا في التّوصّل إلى الإشباق سواء ضمن إطاره الإلتحامي العاطفي والعشقي " لاشبقيّة التحاميّة " أو عندما لا يتوصّل إلى الإشباق إلاّ بتجريد الموضوع الجنسي (الشريك) من خصائصه الإنسانيّة ومميّزاته العاطفيّة والشّخصية محدثا ما نعبّر عنه بـ"الشبقيّة اللاّإلتحامية"، حيث يصبح الشّريك الجنسي مجرّد أداة للولوج إلى المتعة فاقدا كينونته الذّاتية، فهو ليس أكثر من وسيلة للتّهيّج والإثارة الجنسيّة (على خلاف حالات الشّذوذ الانحرافي الشّبقي حيث تحتلّ ذات الموضوع مكانة متميّزة في العملية الشّبقيّة). إن المنحرف الجنسي (السّادي) يحقّق الإشباق بتفتيت الموضوع الجنسي وتحطيمه إلاّ أنّه في حالات الشّبقيّة اللاّإلتحاميّة لا يتمكّن الشّخص من الولوج إلى المتعة الشّبقيّة الإيغافيّة إلاّ بتجريد الموضوع الجنسي من مشاعره و عواطفه.

5. الإدمانات الجنسيّة:
إن اعتلال التّصرّفات الجنسيّة تنكشف بصفة أكثر جلاء ووضوحا عندما تأخذ الرّغبة الجنسيّة شكلا وسواسيّا وعندما يكون الإنسان خاضعا بصفة استحواذيّة مطلقة لكل ما هو جنسي، عندها تتمثّل النّزوة الشّبقيّة أو "الأيروس" " Eros "في صورة شيطان ساحر، هيئة الشّيطان الذي يأسر الإنسان في فلكه بسحره ملغيا حرّية تصرّفه الجنسي إلى درجة عبوديته وأسره للرّغبة الجنسيّة القاهرة، شأنه في هذا شأن المدمن الفاقد لإرادته تجاه موضوع إدمانه. إن هذا السّلوك الإدماني للجنسي يأخذ أشكالا متعدّدة متمثّلة أساسا في: الوساوس الجنسيّة، فرط الجنسيّة اللاّإنتقائي، الاستمناء الاستحواذي والإغراء الجنسي اللاّمنحبس.

5.1 الوسوسة الجنسيّة:
يمكن اعتبار الوسوسة الجنسيّة حالة إدمان ذهني عندما تستحوذ على كامل مجال الوعي والإدراك بأفكار وصور جنسيّة لا يستطيع المرء التّخلّص منها بمجهود إرادي، وما إن يصبح المرء أسير هذه الأفكار اللاّإرادية (الوساوس الجنسيّة) حتّى يجد نفسه خاضعا بصفة مطلقة لسيطرة هوامات وأحلام جنسيّة متسلّطة عليه قسرا. إن الاستحواذ الفكري للجنسي سواء كان مؤقّتا أو دائما تصاحبه معانات نفسيّة قاسية وألم معنوي شديد (خاصّة عندما تكون الأفكار الجنسيّة الوسواسيّة صراعيّة المنشأ) و قد يستطيع الشّخص التّخلّص مؤقّتا من استحواذيّة الأفكار الجنسيّة سواء من خلال إتيان الفعل الجنسي بصفة قسرية متكرّرة أو من خلال لجوءه إلى وسائل دفاعيّة مختلفة أهمّها الاحتماء بالدّين والانخراط في طقوس دينيّة متشدّدة.

5.2 فرط الجنسيّة اللاّإنتقائي:
كما أن الجنس بإمكانه أن يستحوذ على الذّهن و الفكر، بإمكانه ألاّ يكون خاضعا للمراقبة والتّحكّم الذّاتي مؤدّيا إلى تصرّفات متميّزة سواء بالإفراط في الممارسات الجنسيّة الغيريّة بصفة عشوائيّة لاإنتقائيّة أو إلى عمليّات استمنائيّة متكرّرة بصفة قسريّة استحواذيّة.
إن المظاهر السّريريّة لهوس الشّبق الأنثوي / الذّكوري تتميّز عادة بالاستحواذيّة، بالنّهامة، باللاّإشباع و باللاانتقائيّة.
إن حالات الهوس الشّبقي الأنثوي النّقيّة تعدّ نادرة المشاهدة في الممارسة السّريريّة النّفسجنسيّة فهي وإن وجدت تكون عادة مصحوبة باضطرابات نفسمرضيّة جسيمة، إلاّ أنّها تبدو متواجدة في الهوامات الذّكوريةأو الهوامات الأنثويّة أكثر منها في حقيقة الواقع.
إنّ مصطلح فرط الجنسيّة اللاّإنتقائي يشير إلى السّلوكيات الجنسيّة الغيريّة الاستحواذيّة (القسريّة) التي تنعدم فيها إنتقائيّة اختيار الشّريك الجنسي، تكون هذه الظّاهرة ظرفيّة ومرحليّة عند المرأة وقد ترتبط أحيانا بحالة انهيار نرجسي أو بقلق الهجر أو بوضعيّة استجداء القضيب. أماّ عند الرّجل فإنّ فرط الجنسية اللاّإنتقائي يعدّ أكثر انتشارا نظرا لاستعماله بعض التصرّفات الجنسية لأغراض دفاعيّة نفسيّة. إن المشاعيّة الجنسيّة في حالات الجنوسيّة الذّكورية" تعدّ مثالا لهذا.

5.3 الاستمناء القسري (الاستحواذي)
يعدّ الاستمناء الاستحواذي المظهر الأكثر انتشارا للإدمان الجنسي، فهو بمثابة وسيلة قسريّة مؤقّتة لتفريغ شحنة جنسيّة ترزح تحت وطأة الأفكار الوسواسية، قد يأخذ أحيانا شكل وسيلة دفاعيّة لمقاومة حالة قلق شديد تسيطر علي الإنسان. وأحيانا أخرى تفرض عمليّة الاستمناء الاستحواذي نفسها بقوّة عندما لا يكون للشّخص أيّ اختيار لتفريغ طاقته الجنسيّة وفي هذه الحالة يكون الفعل الاستمنائي المتكرّر من الشّدّة والقسوة إلى درجة حدوث جروح و كدمات بالعضو الجنسي.

5.4 الإغراء الجنسي اللاّمنحبس:
إن المرغوبيّة الجنسيّة والرّغبة في إحداث حالة ولهان و عشق و افتتان جنسي عند الآخر تدخل ضمن إطار الإدمانات الجنسيّة عندما يستعمل الشّخص كافّة وسائل الإغراء و الغواية المتاحة له لجذب اهتمام الآخر (حتى يقع أسير حبّه و غرامه) ذلك رغبة في تعزيز نرجسيته الذّاتية و ما إن يستجيب الطّرف المقابل لسلطة إغراءاته و غواياته و يقع في غرامه حتّى يفقد قيمته كـ"موضوع مرغوب" و يتحوّل إلى "موضوع لامرغوب".
غالبا ما يكون هذا السّلوك أنثويّا وخاصّة عند المرأة الهستيريّة حيث يعدّ نمطيّا ونموذجيّا، فهي تستعمل الإغراء الجنسي بشكل استحواذي لتحقيق سلطتها على الرّجل والسّيطرة عليه للتحكّم فيه. يقابل هذا الإغراء الجنسي الأنثوي اللاّمنحبس عند الذّكور ما نعبّر عنه بـ "الدونجيونية"، حيث أن الدونجيون لا يهتمّ كثيرا بالممارسة الجنسية الإيلاجية (الجماعية) – على خلاف المصاب بهوس الشّبق الأنثوي (الساتير الجنسي) - فهو يبحث أوّلا و قبل كل شيء على الغزو العشقي والسّيطرة بصفة قسرية على الآخر وما إن يحقّق مبتغاه حتى يفقد الموضوع (الشّريك الجنسي) أهمّيته و يهجره، مواصلا سعيه من جديد، بلهفة واندفاع لا منحبس للإيقاع بشريك آخر وللبحث عن ضحيّة أخرى تقع في شراك حبّه تعزيزا لنرجسيّته. إن الذّكور الذين تمّ شحنهم في طفولتهم (من طرف أمّهاتهم) بنرجسيّة مفرطة هم أكثر عرضة لـ"الدونجيونية".

6. الجناسات (العصابات الجنسيّة):
تشمل اضطرابات "خلل الوظيفة الجنسيّة" أو "الجناسات" (كريبولت ويبرو 1976) في هذا التّصنيف: اضطرابات الرّغبة و المخيّلة الشّبقيّة، عوز التّهيّج الجنسي والإيغاف واضطرابات الإيلاج (الجماع). قد جرت العادة على عرض خلل الوظيفة الجنسي الذّكوري والأنثوي متفرّقا كلّ على حدة، إلاّ أنّ القراءة المتزامنة تبيّن بصفة جليّة الثّناشكليّة الجنسيّة لهذين الإضطرابين.

6.1 اضطرابات الرّغبة الجنسيّة:
هل الشّبق الجنسي طاقة متجدّدة لا تنضب أم هل ينضب يوما ما في غياب الرّغبة الجنسيّة"؟ إن الرّغبة الجنسيّة باعتبارها مكوّنا نفسيّا داخليّا يتميّز به الإنسان تتجاوز في بعدها "الواقع الآني" الخاضع للغريزة و النّزوة.
سنحاول بعد عرض الاضطرابات الكيفيّة للرّغبة عرض الاضطرابات الكمّية لها مع التّركيز على ضحالة الرّغبة التي قد تتحوّل عند فقدها أو قصورها إلى نقيض الرّغبة شأن حالات النّفور الجنسي الرّهابي أو اللاّرهابي.
يتم تشخيص النّفور الجنسي الرّهابي عندما يحدث الجنس حالة خواف ورعب بصفة دائمة، ملحّة ولاعقلانية، مترتّبة عنه استجابة تجنّبيّة. فقد تنتشر الوضعية الرّهابية لتشمل كلّ ما يتعلّق بالسّلوك الجنسي، إلي درجة يكون استباق الفعل الجنسي كافيا لإحداث حالة قلق حاد فعند مجابهة منبّه رهابي جنسي تنتاب الشّخص حالة خواف تؤدّي إلى هلع حقيقي (افتراض وجود بنية عصابيّة للشّخصيّة في مثل هذه الحالات يعدّ شديد الإحتمال).
تكون الرّهابات الجنسيّة شاملة معمّمة أحيانا ونوعيّة جزئيّة أحيانا أخرى شأن رهاب الأعضاء التّناسليّة، رهاب الحيوان المنوي، رهاب الإفرازات المهبليّة، رهاب الاتّصالات الفمتناسليّة، رهاب الإيلاج.
في حالات النّفور الجنسي اللاّرهابي يحدث الجنس (سواء بصفته الشّاملة أو الجزئيّة) حالة تقزّز واشمئزاز دون شعور بالخوف أو الرّعب. وتعتبر ضحالة الرّغبة الجنسيّة أكثر أشكال اضطرابات الرّغبة انتشارا في المعايدة النّفسجنسيّة خاصّة عند المرأة ذلك أن الرّجل أكثر ميلا إلى إخفاء ضحالة رغبته الجنسيّة خاصّة إذا كانت كفاءاته الجنسيّة الفسلجيّة سليمة مثل الانتصـاب والقـذف.
يتمّ تشخيص "عوز الرّغبة الجنسيّة المعمّم "عندما تنعدم الرّغبة الجنسيّة الغيريّة بصفة تامّة. في حين أنّ عوز الرّغبة الجنسيّة قد يأخذ شكلا انتقائيّا عندما تنحصر الرّغبة الجنسيّة (على مستوى المخيّلة والصّور الذّهنيّة) على شريك واحد.
إنّ العلاقة بين الرّغبة الجنسيّة والهوامات الجنسيّة تعدّ علاقة تفاعليّة فالرّغبة تكون أحيانا المحرّك الأساسي لنشوء أو إثراء المخيّلة الجنسيّة والصّور الهواميّة وأحيانا أخرى تكون الهوامات الجنسيّة هي المحرّك الأساسي لتشكّل الرّغبة الجنسيّة، فهي مستحثّة من خلال المخيّلة والصّور الذّهنيّة الجنسيّة، لكن تتعطّل أحيانا وظيفة الهوامات الجنسيّة المتمثّلة في استثارة الرّغبة وإثرائها لتتحوّل بدورها إلي "مكوّن شبقي" كافية بذاتها لإحداث "الشّبق الجنسي" فيتحوّل "الخيالي" أو "الهوامي" إلى منطقة شبقيّة نفسداخليّة. خلافا لهذا فإن العجز أو الإخفاق في تصوّر الهوامات المشبقة يعدّ مسؤولا عن ضحالة الرّغبة الجنسيّة واضمحلال الوظيفة الجنسيّة الفسلجيّة (كريبولت و دازيني 1987) ومؤشّرا على عوز التّفكير العمليّاتي في استيعاب المشاعر والعواطف الجنسيّة وعقلنتها. ونظرا لكثرة الحالات التي يكون فيها المخيالي ضحلا في كلّ ما يتعلّق بالجنسي فإنّي أرجح فرضيّة وجود عمليّة دفاعيّة لا شعوريّة لكبت الهوامات الجنسيّة وأستبعد فرضية "التّفكير العملياتي" العاجز عن عقلنة العواطف والأحاسيس الجنسيّة.

6.2 ضحالة المخيّال الشّبقيّ:
يمكن اعتبار ضحالة المخيّال الشّبقيّ اضطرابا نفسجنسيّا مستقلا بذاته نظرا لأنّ عوز الرّغبة الجنسيّة يتوازى مع ضحالة الصّور الذّهنيّة والهوامات الجنسيّة الشّبقيّة. إلاّ أنّ بعض الأشخاص نجدهم يحتفظون برغبات جنسيّة نشطة مستحثّة بأنماط متنوّعة من الاستثارة الحسّية والحواسيّة (بصريّة، لمسيّة، كلاميّة، شمّية…) رغم أنّهم يتميّزون بضحالة الهوامات الجنسيّة.

6.3 اضطراب الاستثارة الجنسيّة:
إذا اعتبرنا أن الرّغبة الجنسيّة والمخيال الجنسي ينتميان إلى "المجال النّفسداخلي" وأن الاستثارة الجنسيّة تنتمي إلى " المجال النّفسفسلجي" حيث يكون الجسد مجال تعبير التّهيّج الجنسي المتمثّل أساسا في انتصاب العضو الذّكري عند الرّجل والابتلال المهبلي عند المرأة، تعدّ هذه التّفاعلات الجسميّة أهمّ المؤشّرات النّوعية للاستجابة الجنسيّة حتّى ولو كانت مجرّد منعكسات تّناسليّة لامتعيّـة، خالية من أيّة قيمة شبقيّة.
لقد صنّف كلاسيكيا كلّ من ضعف الانتصاب عند الرّجل و البرود الجنسي عند المرأة بصفة متفرّقة، حيث تمّ تشخيصهما علي أنّهما اضطرابين منفصلين ومستقلّين عن بعضهما. إلاّ أنّ تعريفهما في التّصنيفات النّفسجنسيّة التّقليديّة يبقى مرتبكا ومزدوجا، فهو يعني أحيانا الخدار الجنسي وأحيانا أخرى فقد القدرة الشّبقيّة أو العجز الإيغافي (الإنعاضي).
في هذا السّياق نشير إلى أن المرأة الباردة جنسيّا (كذلك الرّجل العاجز جنسيّا) تكون عرضة لوصمة التّفرقة والتّحقير كأنّها حاملة لمرض معد شأنها شأن المرأة التي تعاني من الهوس الشّبقي، ومن المفارقات أن نجد هذا في المجتمعات التي تهمّش الوظيفة المتعيّـة للجنس حساب الوظيفة التنّاسليّة.
ما زال يصنّف العجز الجنسي الذّكوري وبصفة أخصّ عجز الانتصاب، كتشخيص مستقل بذاته في التّصنيفات السّريريّة التّقليديّة لكونه يمثّل أهمّ مؤشّر لتقييم تدنّي الاستثارة الجنسيّة، لكنّي لا أعتبره كافيا بمفرده لأن يكون مؤشّرا على تدهور الاستثارة الجنسيّة، خاصّة عندما يكون عجز الانتصاب ذو منشأ نفساني (قد يكون كافيا لوحده للدّلالة على تدهور التّهيّج الجنسي في حالات العجز العضوي).
في هذا الإطار نشير إلى أنّه قد تمّت مراجعة كلّ من البرود الجنسي وعجز الانتصاب منذ صدور "الدّليل الإحصائي والتّشخيصي الثّالث المراجع" للجمعيّة الأمريكيّة للطّب النّفسي وتمّ إدراجهما ضمن اضطرابات الاستثارة الجنسيّة عند المرأة واضطرابات الانتصاب عند الرّجل (على أن تحدّد إن كانت ذو منشأ عضوي).

6.3.1البرود الجنسي الأنثوي
إن مصطلح العجز الجنسي يتمثّل عند المرأة بـ "عجز الإبتلال المهبلي" وعند الرّجل بـ"عجز الانتصاب" ونظرا لـ"الثّناشكليّة الجنسيّة" فإنّي أعتبر أن مصطلح البرود الجنسي الأنثوي الذي أعرّفه بـ "عدم قدرة التّهيّج الجنسي" لم يفقد بعد قيمته العلميّة وما زال صالحا للاستعمال في علمنفسجنسي.
يكون "البرود الجنسي معمّما" عندما تعجز جميع المنبّهات (سواء كانت هواميّة، استمنائيّة أو جنسيّة غيريّة) على إثارة التّهيّج الجنسي، وعندما لا تتوصّل المرأة إلى الاستثارة الجنسيّة إلاّ بممارسات استمنائيّة وتعجز عن ذلك في إطار علاقة جنسيّة غيريّة. أماّ "البرود الجنسي العلائقي" فيكون انتقائيّا إذا كان باستطاعة المرأة الإستجابة للاستثارة الجنسيّة مع أشخاص دون آخرين (شأن الزوّج مثلا عند انعدام توافق المشاعر وتنافر الطّباع). قد نجد أنماطا أخرى من البرود الجنسي الأنثوي تكون أسبابها سواء عضويّة بحتة أو نفسانيّة بحتة أو مختلطة عضويّة-نفسانيّة. إنّ تحديد منشأ البرود الجنسي (نفسي/عضوي/نفسعضوي) منذ بداية الفحص أمر في غاية الأهمّية للتّوصّل إلى تشخيص سليم.

6.3.2 عجز الانتصاب النّفساني:
إنّ عجز الانتصاب النّفساني بالنّسبة للرّجل يعكس اضطراب الاستثارة الجنسيّة، شأنه شأن البرود الجنسي الأنثوي قد يكون معمّما، علائقيّا أو انتقائيّا.

6.3.3 الاستثارة الجنسيّة الكاذبة:
من خلال التّقييم السّريري يبدو أنّه من الأهمّية الأخذ بعين الاعتبار الأحاسيس والمشاعر الذّاتية المتزامنة مع الإستجابة التّناسليّة، إذ يتمّ تشخيص "الاستثارة الجنسيّة الكاذبة" عند انعدام مشاعر الإحساس باللّذّة الجنسيّة مع وجود استجابة تناسليّة فسلجيّة سليمة (انتصاب لامتعيّ وابتلال مهبلي لامتعيّ).

6.4 الاضطرابات الإيغافيّة (الإنعاظيّة):
عندما يصل التّهيّج الجنسي إلى مستوى الاستثارة القصوى يتحقّق الإيغاف (الإنعاظ) ممثّلا ذروة الحالة الشّبقيّة. تصنّف الاضطرابات الإيغافيّة إلى اللاّإيغافيّة (اللاّإنعاظيّة)، الإيغافيّة الكاذبة : وخلل الإيغافيّة.

6.4.1 اللاّإيغافيّة (اللاّإنعاظيّة):
تحدث اللاّإيغافيّة عند انعدام الإيغاف فتكون أوّليّة عند غيبة الإيغاف بصفة مطلقة في كامل مراحل الحياة الجنسيّة، و ثانوية عند غيبة الإيغاف في مرحلة معيّنة من الحياة الجنسيّة.

6.4.2 الإيغافيّة الكاذبة:
إنّ الإيغافيّة الكاذبة تعدّ أكثر الإضطرابات النّفسجنسيّة انتشارا وأكثرها جهلا في المعايدة النّفسجنسيّة وذلك لأنّ المظاهر الفسلجيّة للإيغاف (التّقلّصات المهبليّ ، دفق المني) تكون موجودة ولكنّها غير مصحوبة بـ"إحساس المتعة الشّبقي" وفي هذا الإطار يتمّ إدراج "استجابة التّهيّج الجنسي" المحدثة باستثارات فسلجيّة جزئيّة.

6.4.3 خلل الإيغافيّة:
تتميّز العلاقة الجنسيّة السّويّة بتزامن الإيغاف مع الإستثارة الجنسيّة القصوى، لكن قد يختل هذا التّزامن أحيانا ويحدث الإيغاف سواء بصفة مبكّرة أو متأخّرة، محدثا "خلل الإيغافيّة"، فعندما يسبق الإيغاف حالة الاستثارة القصوى يحدث "الإيغاف المبتسر أو المبكّر وهو أكثر مشاهدة عند الرّجل يقابله في التّصنيف المعتمد على الاستجابات الفسلجيّة "الدّفق المبتسر أو المبكّر". وعندما يتحقّق الإيغاف بعد الإستثارة الجنسيّة القصوى وخارج نطاق التّحكّم الإرادي يحدث "الإيغاف المتأخّر".

5-6 الجناسات الإيلاجيّة (العصابات الجنسيّة الإيلاجيّة):
اهتمت التّصنيفات النّفسجنسيّة الحديثة بخلل الوظيفة الجنسيّة، سواء كان الخلل شاملا لكل مظاهر النّشاط الجنسي أو منحصرا في العلاقة الإيلاجيّة، ومن أجل تصنيفا أكثر وضوحا نرى ضرورة جمع الاضطرابات التّالية ضمن مجموعة الجناسات الإيلاجيّة: عوز الشّبقيّة الجماعيّة، تشنّج المهبل، عجز الإيلاج (عجز الجماع) وأنماط أخرى من الجناسات الإيلاجيّة.

6.5.1 عوز الشّبقيّة الإيلاجيّة (الجماعيّة ):
يتميّز عوز الشّبقيّة الإيلاجيّة (الجماعيّة) بقصور توظيف العلاقة القضيبمهبليّة سواء على مستوى المخيّلة (الصّور الذّهنيّة) أو على مستوى الواقع.

3/6.5.2 تشنّج المهبل وعجز الإيلاج (الجماع):
إن عجز الإيلاج (عجز الجماع) وتشنّج المهبل يمثّلان أكثر الجناسات الإيلاجيّة يسرا في تحديدهم، نظرا لأعراضهم الفسلجيّة الواضحة والمتمثّلة في غياب الانتصاب بالنّسبة للرّجل وتشنّج انعكاسي لا إرادي للعضلات المحيطة بالمهبل بالنّسبة للمرأة.

6.5.4 أنماط أخرى من الجناسات الإيلاجيّة:
إن ألم الإيلاج النّفساني إضافة إلى اللاّإيغافيّة وإلى خلل الإيغافيّة الإيلاجي (الإيغاف المبتسر أو المتأخّر) تكملان الجدول التّصنيفي للجناسات الإيلاجيّة.


((hunter)) 12:59 PM 18-10-2012

بسم الله الرحمن الرحيم


جزاك الله خير يا أخ D.munthir


في عالمنا اليوم، يعتبر السحر والحسد والمس وسحر تحقير شأن الإنسان من المواضيع التي تثير فضول الكثيرين. ويعتبر البعض أن هذه الظواهر والامراض تحمل في طياتها آثارا سلبية تؤثر على حياة الأفراد والصحة الجسدية والنفسية. هناك العديد من الطرق والتقاليد التي تعنى بعلاج هذه الامراض، سواء كانت عبر الطب الروحاني، أو الطب البديل، أو الطب النفسي. يمكن العثور على بعض النصائح والطرق الفعالة في التخلص من تأثيرات هذه الامراض عبر زيارة مواقع إلكترونية متخصصة، مثل:

1- علاج السحر: تفصيل حول الطرق التقليدية والروحانية لعلاج تأثيرات السحر.
2- علاج الحسد: نصائح وأساليب للوقاية من الحسد وكيفية علاجه والتعامل معه.
3- علاج المس: استعراض للطرق التي يمكن أن تساعد في التخلص من تأثيرات الشياطين والمس الشيطاني.
4- علاج سحر تحقير شأن الإنسان: نصائح حول كيفية التغلب على تأثيرات وعلاج سحر التحقير الذي يستهدف شأن الإنسان.
5- أخطر أنواع السحر: استعراض لأنواع السحر الأكثر خطورة وكيفية التصدي لها.
6- سحر تعطيل الزواج: من أخطر أنواع السحر التي تُمارس بهدف منع شخص ما من تحقيق الاستقرار العاطفي وتكوين أسرة سعيدة.



جميع الحقوق محفوظة عالم الطب البديل
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.