بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا نتذكر هذه النكتة ونضحك منها ايضاً، وهى تلخص موقفنا من المعرفة الجنسية عند الطفل، وايضاً دهشتنا من حصيلة هذه المعرفة عنده، فالطفل يعنى عندنا براءة، والجنس يعنى عندنا نجاسة وبالطبع لا يمكن من وجهة نظرنا أن تجتمع البراءة مع النجاسة والطهر مع الإثم، ولا يمكن أيضاً أن نتخيل أن عالم هذا الطفل النقى قد خدشته أظافر الجنس الشرسة!.
لكن العلم والحقيقة والواقع تأبى إلا أن نخيب ظنوننا وترفض أن ننعم بالراحة والسكينة والإطمئنان ونحن نرى اطفالنا يمارسون اللهو، ويعيشون البراءة فيطلقون إنذاراً معناه: خلف هذا اللهو يختفى غرض ما وتحت هذه البراءة يعشش المجهول الذى نخاف منه.
البداية مع جهاز الموجات فوق الصوتية والذى كشف لنا عن أنه يوجد إنتصاب لدى الجنين الذكر حتى قبل ولادته بشهور وهو داخل رحم الأم، وأيضاً نلاحظ كثيراً فى غرف الولادة إنتصاباً يتم فى الدقائق الأولى بعد الولادة مباشرة، وبالمثل أكدت الأبحاث على أنه يحدث لدى المولودة الأنثى بلل فى المهبل وإنتصاب للبظر فى الأربع والعشرين ساعة الأولى من حياتها...
تستمر هذه الأحاسيس فى الظهور لدى الطفل سواء الذكر أو الأنثى خلال الشهور الأولى بعد الولادة فنلاحظ كثيراً حدوث إنتصاب مع هدهدة الأم للطفل أو إحتضانها له أو أثناء إستحمامه.....الخ .. هذا الإنتصاب يسبب قلقاً شديداً وإنزعاجاً خطيراً للأب والأم من الممكن أن يزولا تماماً حين erotic وليس رد فعل لشهوة pleasure نفسر كل هذا على أنه رد فعل لمتعة.
فهذا الطفل الرضيع يستمتع كما يستمتع بثدى أمه أثناء الرضاعة، يحدث له الإشباع هناك كما يحدث له هنا، إنها خبرة ممتعة ليس عليها أى غبار ولكننا للأسف حين نتعامل معها بهذا القلق والإنزعاج فإنما نحن فى الحقيقة نتعامل مع عقدنا نحن!.
وكما يلاحظ الآباء والأمهات وتأخذهم الحيرة من طفلهم الذى لم يبلغ عامه الأول بعد، ويظل بالرغم من ذلك يلمس ويحك أعضاءه التناسلية بشكل ملفت للنظر، يلاحظه أيضاً العلماء ولكن بدون حيرة المفزوع، إنما بدهشة الفضولى ورغبته وتحرقه شوقاً إلى أن يعرف.
عندما أثبت كينزى فى دراسته أن ذلك اللمس والإحتكاك من الممكن أن يؤدى إلى الأورجازم فى تلك السن، طرح هذا السؤال الهام نفسه على بساط البحث، هل ذلك اللمس هو نوع من الإكتشاف الذى يمارسه الطفل على جسده حتى يتعرف عليه، بمعنى أن القضيب هنا مثله مثل الركبة أو الرقبة أو اليد؟؟، أم أنه يحمل بداخله عنصراً جنسياً مستتراً وإحساساً ممتعاً خاصاً بهذا الجزء يجعله يعيد التجربة ويكررها دوماً؟؟؟؟.
بالطبع لايستطيع الأطفال أن يمنحونا الإجابة الشافية عن هذه الأسئلة لأنهم يمارسون فقط ولايهمهم لماذا، وكيف تتم هذه الممارسات فهم لا يبالون بالتبرير ولا يلقون بالاً للمنطق الذى يبدو أنه هم الكبار فقط وخاصة عديمى الممارسة.........
أرجوك لاتندهش فالأطفال أيضاً يحسون بالمتعة الجنسية!
لا تندهش من هذا العنوان فعلماء كثيرون مثل كابلان وباكوين وغيرهما يؤكدون على الحقيقة الثانية وهى وجود عنصر جنسى فى الممارسات التى ذكرناها سابقاً، بدليل المتعة التى تحدث عندما تثار أعضاء الطفل التناسلية والضيق الذى يعتريه حين نتدخل نحن لقطع هذه الإثارة.
حين يصل الطفل إلى سن الثانية وحتى الخامسة تشتد به الرغبة ويجمح به الفضول لمعرفة جسده وأيضاً جسد الطفل الآخر سواء من نفس الجنس أو من الجنس الآخر، وهنا نسمع "تيجى نلعب عريس وعروسة"... أو نلعب لعبة "الدكتور"..الخ، وهى ألعاب تسمح بالإكتشاف وتتيح الفرصة للمس والتعرى والإحتكاك، وهنا أيضاً وعند هذه السن تبدأ أولى أعراض الإضطراب الجنسى عند الطفل، فهو مطالب دائماً بالحفاظ على جسمه، هذا الشئ الثمين جداً، وفى نفس الوقت ممنوع الإقتراب من هذا الجزء بالذات، ويبدأ التدخل القاسى والتوبيخ العنيف حين ترفع طفلة فستانها مثلاً أو يخلع الطفل بنطلونه...."كده عيب مايصحش".. "إوعى تمسك الحتة دى"، أو على أقل تقدير ندفع يده أو يدها بعنف حين تقترب من هذه المنطقة المحرمة والملغومة. تكتمل تفاصيل هذه اللوحة القبيحة وتكتمل كل عبارات الرسالة داخل الحمام حين ترتبط الأعضاء التناسلية بالقذارة التى لا بد من تنظيفها.
لا تأتى مفردات هذه الرسالة السلبية فقط من الطفل، ولكنها تأتى أيضاً من الوالدين الذين ينسجان حول الجسد سياجاً من السرية والتكتم والرهبة، مما ينقل للطفل إحساساً بأن هذا الذى يسمونه الجسد جريمة لا بد من سترها، أو مأساة لن تغسلها دموع المحيط، فعندما ينسى الأب الفوطة فى غرفة النوم ويخرج سريعاً ليحضرها فيلاحظه الإبن الذى كان يلعب حينها أمام الحمام، فيصرخ الأب وينهره "إبعد من هنا...إنت مش شايفنى قالع"..، ومن حدة الصراخ يختفى الإبن من أمام عينى الأب الناريتين، ولكن دهشته تظل ولا تختفى، وحيرته تدوم لا تقتلها صرخات الأب وتهديداته، ويظل مقتنعاً بأنه غير متطفل ولكنه فقط مندهش!!.
على العكس من هذا التصرف الهستيرى التقليدى أتذكر تصرفاً حضارياً جميلاً ورشيقاً من سيدة تخطت الثلاثين حين كانت فى سوبر ماركت ولاحظت أن طفلتها بدأت فى رفع فستانها راغبة فى خلع ملابسها الداخلية، على الفور إلتقطت هذه السيدة علبة خفيفة من فوق أحد هذه الرفوف وناولتها للطفلة طالبة منها أن تحملها وتحرص عليها، هنا حولت السيدة إنتباه الطفلة بكل ذكاء وعفوية وأنقذت نفسها من موقف إجتماعى سخيف وفى نفس الوقت لم تصدمها أو تسبب لها إضطراباً أو عقدة.
أنا متأكد أن مثل هذه السيدة لم ترد على طفلتها بأنها وجدتها عند الجامع حين سألتها هذه الطفلة عن كيفية حضورها إلى هذه الدنيا!!، وهنا تبرز مشكلة كيف تتحدث إلى طفلك عن الجنس؟، وهى من المشاكل المؤرقة لأى أب أوأم حين يفاجأ بأسئلة تحاصره وهو غير مستعد لها، أو غير مقتنع بأهمية الرد عليها، وسنؤجل حل هذه المشكلة إلى حين مناقشتها بعد قليل لمعرفة نصائح ماسترز وجونسون فى هذا المجال.
فى سن الخامسة أو فى الحضانة يبدأ تقنين مسألة الجنس ووضع القيود والحواجز والموانع على الألعاب التى بها شبهة الجنس، ويبدأ ايضاً صك تعبير جديد وهو تعبير الحياء بديلاً عن الحياة و "إختشى" المشتق من الخشية والخوف.
إن لم يحصل الطفل حتى هذا السن على تربية جنسية صحيحة يبدأ فى إستقصاء المعلومات والحصول عليها من خلال الكلمات الخارجة ونكات القباحة التى عادة ما يتعود أن يضحك عليها دون أن يفهم معناها جيداً، ويفرق حينها بين النكتة القذرة والنكتة النظيفة، والقذرة بالطبع هى النكتة الجنسية، وتستمر رحلة الربط الأزلية بين الثلاثى الكئيب وليس "المرح" الجنس والجسد والقذارة !!.
الأطفال والجنس
كما تصل إلى الطفل رسائل عن الجسد من خلال الوالدين تصله أيضاً رسائل أخرى عن الجنس منهما، فمثلاً عندما تتشاجر الأم مع الأب وتصرخ "إوعى تلمسنى أو تقرب منى".. هذه رسالة لها معنى وترجمة فى وعى الطفل، وحين يقبل الأب الأم بعد عودته من العمل وهما سعيدان يغمرهما الدفء.. هذه رسالة تنقل تلك السعادة وذلك الدفء إلى وعى الطفل أيضاً.
فى سن المدرسة يبدأ التمييز والإحساس بالخصوصية، هذا ولد وهذه بنت، ويزيد كم الإدانة للعرى ويتضخم ورم الحياء، وتؤرق؟ الطفل فى هذا السن أسئلة هامة مثل كم أنا مختلف عن الآخرين من أقرانى من نفس الجنس؟، وأيضاً كم أنا مختلف عن الجنس الآخر؟!!. تلح على الطفل الرغبة فى المعرفة الممنوعة أو المسكوت عنها، ويبرز هذا أيضاً فى الألعاب التى تفوح منها رائحة الجنس، وهذه الألعاب على المستوى النفسى غير ضارة على الإطلاق، ولكن يحدث الضرر حين يتدخل الوالدن بعنف حين يكتشفان هذه اللعبة ويفسرانها على أنها جريمة مكتملة الأركان، هنا تحدث المشكلة فاللعب هو اللعب بالنسبة للطفل ولكنه بالنسبة للأم والأب جنس بكل ما تحمله كلمة جنس من معان وإيحاءات، وعندما يتم تعنيفه وتوبيخه بقسوة فسيحمل هذا التعنيف والتوبيخ على كاهله حتى مرحلة النضج وسيظل يمارس الجنس بهذا المفهوم، يمارسه على أنه قذارة من الواجب التخلص منها، يمارسه على أنه عبء لابد أن يلقيه سريعاً عند أقرب فتحة بالوعة!!، يمارسه على أنه روتين لابد أن يؤدى حتى يحصل على الدرجة أو الترقية!!.
المأساة أن رد الفعل من الوالدين تجاه إكتشاف مثل هذه الألعاب يفرق بين الطفل الذكر والأنثى ففى حين تمنع الطفلة نهائياً من هذه الألعاب يفرق بين الطفل الذكر والأنثى، ففى حين تمنع الطفلة نهائياً من هذه الألعاب ويعتبرونها نذير شؤم وخراب مستعجل، يتم "التطنيش" والتغطية والتعامى والتجاهل لممارسات الولد، بل فى بعض الأحيان تنتفخ أوداج الأب بفرح وفخر مستتر تجاه هذا الولد الذى أظهر فحولة مبكرة ورجولة قبل الأوان!!.
كل ما ذكرناه من قبل يؤيد اقوال العلماء الذين عارضوا فرويد فى قوله بأن هذا السن - سن طفل المدرسة - هى السن التى تتحول فيها دفة الإهتمامات الجنسية إلى سلوكيات وإهتمامات غير جنسية، وكان زعيم هذا الإتجاه الرافض لأقوال فرويد هو الباحث كينزى والذى أكد على أن التجارب الجنسية لا تتوقف ولا حتى تبطئ معدلاتها خلال هذه الفترة، وقد تأكد هذا بالبحث الذى أجراه جولدمان 1982 على 800 طفل فى هذه الفترة السنية من أستراليا وأمريكا الشمالية وبريطانيا والسويد، وأثبت فيه خطأ مقولة فرويد والتى حملت من التبرير أكثر مما حملت من التقرير.
أما أخطر أنواع الجنس عند الأطفال فهو الجنس بين الأخوة والذى يعده البعض من زنا المحارم، وهذا النوع موجود مهما أنكرناه أو تنصلنا منه، وبنظرة سريعة على هذه الإحصائية يتأكد صدق ما نحاول إنكاره والتعامى عنه، والإحصائية أجراها العالمان جرينولد وليتنبرج 1989 وفيها وجدا أن 17% من العينة التى أجريا عليها البحث وهى 526 طالباً جامعياً قد واجها هذه الخبرة الجنسية مع أخواتهم وكانت أكثر سن مروا فيها بهذه التجربة هى سن الثامنة، وعادة إذا تم فى هذه الخبرة ما بين الأخ والأخت تلامس جنسى، فإنها تترك إضطراباً جنسياً فيما بعد، ولذلك ينصح علماء الصحة الجنسية بألا يستحم الأخ والأخت معاً إذا كان فرق السن بينهما سنتين فأكثر، وكذلك لابد أن تتوافر لكليهما غرفة نوم منفصلة بعد سن السابعة تقريباً، وبالطبع لن نفيض فى هذا الحديث عن تطبيقاته فى بلادنا المزدحمة، لأن إزدحام البيوت الشعبية قد أفرز أمراضاً إجتماعية وإنحرافات جنسية أخطرها زنا المحارم، والذى هو ليس فى صلب موضوعنا وأيضاً لا نستطيع أو أنا شخصياً لا أوافق على إطلاقه على تلك الممارسات الطفولية.
في عالمنا اليوم، يعتبر السحر والحسد والمس وسحر تحقير شأن الإنسان من المواضيع التي تثير فضول الكثيرين. ويعتبر البعض أن هذه الظواهر والامراض تحمل في طياتها آثارا سلبية تؤثر على حياة الأفراد والصحة الجسدية والنفسية. هناك العديد من الطرق والتقاليد التي تعنى بعلاج هذه الامراض، سواء كانت عبر الطب الروحاني، أو الطب البديل، أو الطب النفسي. يمكن العثور على بعض النصائح والطرق الفعالة في التخلص من تأثيرات هذه الامراض عبر زيارة مواقع إلكترونية متخصصة، مثل:
1- علاج السحر: تفصيل حول الطرق التقليدية والروحانية لعلاج تأثيرات السحر.
2- علاج الحسد: نصائح وأساليب للوقاية من الحسد وكيفية علاجه والتعامل معه.
3- علاج المس: استعراض للطرق التي يمكن أن تساعد في التخلص من تأثيرات الشياطين والمس الشيطاني.
4- علاج سحر تحقير شأن الإنسان: نصائح حول كيفية التغلب على تأثيرات وعلاج سحر التحقير الذي يستهدف شأن الإنسان.
5- أخطر أنواع السحر: استعراض لأنواع السحر الأكثر خطورة وكيفية التصدي لها.
6- سحر تعطيل الزواج: من أخطر أنواع السحر التي تُمارس بهدف منع شخص ما من تحقيق الاستقرار العاطفي وتكوين أسرة سعيدة.