يجب تحذير كل شخص يرغب في إجراء عملية تصحيح نظره باستخدام الليزر، وتنبيهه إلى التبعات المزعجة لهذه العملية.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الأشخاص الذين أجروا هذه العملية، ظنوا أن مشاكل العين قد انتهت بالنسبة لهم، بينما تبدأ رحلة عناء جديدة لهؤلاء المرضى بعد اتخاذ هذه الخطوة.
وذكرت الكاتبة الروسية آنا نيكفوروفا في تقريرها الذي نشره موقع “آف بي. ري” الروسي، أن شابا بريطانيا رغب في تصحيح بصره بإجراء عملية ليزر وعلق على هذه العملية آمالا كبيرة لتغيير حياته.
وكان هذا الشباب يرتدي النظارات الطبية منذ سن الخامسة. وفي سنة 2013، قرر تصحيح بصره باستخدام الليزر، وقد غيرت تلك العملية حياته بشكل كلي، خاصة أنه لم يكن مستعدا لذلك.
تبعات العملية
وأشارت الكاتبة إلى أن الفرد بعد العملية يعاني عادة من ضباب في العين أو على الأقل في إحدى العينين، بالإضافة إلى ظهور الهالات السوداء والألم المترتب عن ذلك، وقد يشعر المريض بما يشابه الوخز المستمر.
نتيجة لهذه الآلام والوخز، قد يعجز على النوم أو يضطر للنهوض من نومه خلال ساعات متأخرة من الليل لاستعمال قطرة العين.
ومن المثير للاهتمام أن الشاب البريطاني صهيب، أكد ذلك من خلال تجربته الخاصة؛ إذ إنه منذ سنة 2013 -أي تاريخ إجراء العملية- أصبح يعاني من الاكتئاب والسمنة، نتيجة الأرق ومشاكل العين التي ظهرت لديه.
وأفادت الكاتبة بأن الأطباء عادة ما يحذرون المريض من تبعات هذه العملية قبل إجرائها، إلا أنهم يؤكدون أن تلك التبعات وقتية. ويشير الأطباء إلى أن هذه العملية قد تؤدي إلى الإصابة بجفاف العين وبالقليل من الوخز، إلا أن المريض يعود إلى حالته الطبيعية ويتحسن في غضون ستة أشهر.
الأعراض
وبحسب بعض التجارب، يشعر المرء بألم حاد في عينيه، كما لو أنه تعرض للضرب، وذلك بعد أسبوع واحد فقط من الخضوع لهذه العملية.
ومع مرور الوقت، قد يسبب ذلك متلازمة تآكل القرنية، مثلما حدث مع الشاب البريطاني، نظرا لأن الجفن دمر سطح العين بسبب الاحتكاك. وفي الواقع، قد تهدد هذه العملية الأعصاب.
ووفقا للكاتبة، فإن ما حدث للشاب صهيب لم يكن خطأ جراحيا، كما لم يستخدم الطبيب ليزرا خاطئا أو قديما، لكن عملية الليزر التي تؤثر على تشكيل القرنية تعد خطيرة بطبيعتها.
والمثير للاهتمام أن العديد من الأطباء المشرفين على مثل هذه العمليات يرتدون نظارات طبية، مما يعني أنهم على دراية بالمخاطر والمضاعفات التي قد تليها.
الغالبية لا يشتكون من هذه العملية
وأوضحت الكاتبة أنه بحسب الدراسات، لم يشتك غالبية الأشخاص الذين أجروا عملية ليزر من أي تبعات سلبية.
في المقابل، أظهرت الدراسات أن 98% عبروا عن رضاهم عن نتائج هذه العملية وأشاروا إلى مشاكل قليلة جدا. وفي موقع إحدى عيادات طب العيون الرائدة، يشار إلى أن واحدا من بين كل ألف شخص يعاني من تبعات سلبية للغاية من هذه العملية.
في المقابل، أضافت الكاتبة أن العديد من الأشخاص عبروا عن ندمهم عن إجراء هذه العملية. وعلى سبيل المثال، تلقت ستيفاني هولواي تعويضا قدره خمسمئة ألف جنيه إسترليني (642 ألف دولار) خلال سنة 2014، بعد أن صدر حكم قضائي أنصفها لعدم تنبيه الطبيب لها من التبعات السلبية الخطيرة والمحتملة لإجراء عملية تصحيح بصر باستخدام الليزر.
وبعد إجراء ستيفاني هذه العملية، بقيت تعاني من ضعف النظر، كما أصبحت حساسة جدا تجاه الضوء، مما اضطرها للعيش على ضوء الشموع.
المسألة تشهد تطورا
بحسب الكاتبة، يراود بعض الأطباء شكوك حول مدى تأثير هذه العملية، حيث تملك قرنية العين نهايات عصبية أكثر من أي جزء آخر في الجسم، وفي حال تعرضت الأعصاب للمس أو القطع فمن غير الممكن أن تتعافى.
ووفقا لبعض الإحصائيات التي نشرت في الولايات المتحدة، سجلت 22 حالة انتحار نتيجة الألم غير المحتمل الناتج عن عملية تصحيح النظر بالليزر. وكان غالبية هذه المجموعة من الشباب الذين لم يتمكنوا من التعامل مع تبعات عملية التصحيح.