الأمراض المنقولة جنسيًا تُسمى هي التي تنتقل من خلال الاتّصال الجنسي، وهي أمراض معدية.
تنتقل الأمراض المنقولة جنسيًا بفعل وجود كائنات حيّة ميكروسكوبيّة مختلفة (على غرار البكتيريا والفيروسات والفطريات أو الطفيليات)، وهي تنتشر عن طريق الاتّصال الجنسي.
تشكل بعض الالتهابات الفيروسيّة، مثل القوباء أو الثآليل التناسلية وباءً بين الناس. وقد تمّ العثور على أشكال أخرى من هذه الالتهابات بين الرجال المثليي الجنس تحديدًا (السيلان؛ الزهري؛ الدّبل المناخي). هناك زيادة مضطردة في عدد الإصابات بهذا النوع من العدوى. فالزهري مثلًا آخذ في الارتفاع، مع إصابة 80% من مثليي الجنس الذكور به.
من الملاحظ أن المعدل العام للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري (HIV) انخفض بين عامي 2003 و 2008 في فرنسا مثلاً. ولكن هذا المعدل لا يزال مرتفعًا نسبيًا أو مستقرًا بين مثليي الجنس من الرجال. ويعتبر المعهد الوطني للمراقبة الصحّية الفرنسي أن انتقال الفيروس بين مثليي الجنس الذكور أمر خارج السيطرة.
فمن أصل 6700 شخص اكتشفوا إصابتهم بالفيروس في العام 2009، تبيّن أن أكثر من الثلث هم من الرجال الذين مارسوا الجنس مع رجال آخرين. كما تبيّن أنه من بين 4000 شخص مصاب عن طريق اتصال جنسي مع شريك من الجنس الآخر، هناك أكثر من النصف من المولودين في الخارج.
يمكن أن تكون الأمراض المنقولة جنسًيا قاتلة: فيروس الورم الحليمي البشري (سرطان عنق الرحم والرحم)، القوباء لدى حديثي الولادة، الزهري، والالتهاب الكبدي من نوع ب (سرطان الكبد).
كما يمكن أن تكون هذه الالتهابات مسؤولة عن أمراض مضاعفات مفاجئة في أنحاء مختلفة من الجسم لا سيّما في البروستات (التهاب البروستاتا) أو الالتهاب الحادّ في الخصية، عند الرجل، والتهاب الملحقات (التهاب قنوات الرحم) أو التهاب بطانة الرحم الحادّ (التهاب الرحم) عند المرأة.
يمكن أن تختفي الأمراض المنقولة جنسيًا من دون أن يلاحظها أحد (أي من دون أعراض)، إلا أنها قد تعود لتُسبّب التهاب بطانة الرحم والتهاب الملحقات والعقم الثانوي لدى النساء.
غالبًا ما تكون الأمراض المنقولة جنسيًا مترابطة. لذلك يجب البحث دومًا عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في هذه الحالات. كما أن الإصابة بالقرحة التناسلية بشكل خاص تحفّز انتقال فيروس نقص المناعة البشرية.
ما هي الفحوص التي يجب إجراؤها؟
يتمّ بشكل أساسي أخذ عيّنات (وأحيانًا إجراء فحص الدم، وذلك للبحث عن الإصابة بالإيدز أو الزهري أو التهاب الكبد) من قِبل الطبيب المختص أو في قسم الطوارئ عندما يكون مجهزًا بالمعدات اللازمة (جدول الفحص النسائي، سلسلة من المناظير من أحجام مختلفة، أخذ مجموعة من العينات، إجراء الفحوص المخبرية بين الشرائح).
كما يمكن استشارة الأختصاصيين في مركز لفحص وتشخيص الأمراض المنقولة جنسيًا على سبيل المثال. وفي حال ظهور أعراض بولية، يتم إجراء فحص للبول في المختبر (تحليل البول واختبار الحساسية).
ما هي أنواع العلاج المناسبة؟
عند بدء العلاج، يجب دومًا معالجة الشريك أيضًا منعًا لانتشار المرض. كما يجب إجراء فحوص إضافية (على غرار أخذ العينات؛ فحص الدم…) بسبب الشكل المضلل أحيانًا للالتهابات المختلفة.
أما العلاج، فيبدأ فور أخذ العينات من دون انتظار النتائج، ويرتكز إما على المواد الطبيعيّة كالزيوت الأساسيّة المستخرجة من النباتات أو على المضادات الحيوية التي يتم وصفها على جرعات مختلفة أو بجرعة وحيدة. ولا بد من الإشارة إلى أن هناك لقاحات ضد بعض الأمراض المنقولة جنسيًا، ومنها لقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري وآخر ضد التهاب الكبد من نوع B.