اضطرابُ الهَلَع هو أحدُ أنواع اضطرابات القلق. وهو يُسبِّب نوبات الهَلَع التي هي شعورٌ مفاجئ بالرُّعب من غير سببٍ واضح. كما أنَّه يسبِّب أيضاً الخوفَ من حدوث نوبات الهَلَع،. وقد يعاني المريضُ أيضاً من أعراضا جسدية مثل: • تسرُّع ضربات القلب. • ألم في الصدر. • صعوبة في التنفُّس. • دوخة. يُمكن أن تحدثَ نوباتُ الهَلَع في أيِّ وقت، وفي أيِّ مكان، دون سابق إنذار. وقد يعيش المريضُ في خوف من حُدوث نوبة أُخرى، ورُبَّما يتجنَّب الأماكنَ التي حدثت فيها النوبة. وبالنسبة لبعض الناس، يُسيطر الخوفُ على حياتهم بحيث يصبحون عاجزين عن مُغادرة منازلهم أحياناً. تحدث نوباتُ الهَلَع عندَ النساء أكثر ممَّا تحدث عندَ الرجال. وهي تبدأ عادةً عندما يكون الشخص في سنِّ الشباب. تحدث نوباتُ الهَلَع أحياناً عندما يكون الشخصُ تحت تأثير ضُغوط نفسيَّة كبيرة. وبالمُعالجةُ، تتحسُّن حالة مُعظم الناس. ويُمكن أن تُوضح المُعالجةُ النفسيَّة للمريض كيفية تمييز أنماطَ التفكير التي تسبِّب النوبةَ، وتسمح له بتغييرها قبلَ أن تقودَه إلى الهَلَع. كما يُمكن أن تكونَ الأدويةُ مُفيدة أيضاً.
تخَيَّل شخصاً يمشي في الغابة، وفجأةً يواجه حيواناً بريَّاً كالذِّئب، أو الدُّب. من الطبيعيِّ أن ينبضَ قلبُ هذا الشخص بسرعة وقوَّة، وأن يشعرَ هذا الشخصبالخوف الشديد. إنَّ هذه الأعراضَ هي استجابة الجسم التلقائيَّة التي تجعل الشخص يتهيّأ للقتال أو الهرب. والآن تخيَّل شخصاً آخر يسبح، أو يمشي، أو يسترخي في منزله يشاهد التلفزيون، ثُمَّ تخيَّل أن يبدأَ هذا الشخص، من غير أيِّ سبب، بالشعور بتسرُّع في القلب ورُعب كما لو أنَّه يواجه ذئباً أو دُبَّاً في الغابة! إنَّ هذه النوبة غير المُبرَّرة من الخوف هي مثلٌ على نوبة الهَلَع. قد يُعاني أيُّ شخص من نوبة أو نوبتَي هَلَع مُفاجئتين في حياته. ولكن، إذا أصبحت نوباتُ الهَلَع مُتكرِّرة، فمن المرجَّح أن يكونَ الشخصُ مُصاباً باضطراب الهَلَع. يقلق كثيرٌ من الناس الذين يُعانون من اضطراب الهَلَع، ويشعرون بالرُّعب من احتمال تعرُّضهم لنوبة أُخرى. لا تنجم نوباتُ الهَلَع كلُّها عن اضطراب الهَلَع؛ فتعاطي المُخدِّرات، والإدمان، وبعض الاضطرابات النفسيَّة، يُمكن أن يُسبِّبا نوبات الهَلَع أيضاً.