مقدمة الامراض النفسية:
لقد خلق الله الانسان وكرمه واسدل عليه وستره ووهبه السمع والبصر والفؤاد والعقل والصحة واحاطه برعايته من الازل . قال تعالى : ( ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين (12) ثم جعلناه في قرار مكين (13) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظام فكسونا العظام لحما ثم انشئناه خلقا آخر فتبارك الله احسن الخالقين (14) سورة ” المؤمنون ” .
فاعلم اخي الكريم ان النطفة مؤلفة من ماء بنسبة 86% ومن مواد عديدة كانت في غذاء الانسان من طعام وشراب من فحم وكبريت وفسفور وبوتاس وكلس وحديد ، وهذه المواد اصبحت اخلاطا فدما فنطفة فعلقة فمضغة فعظام فلحما ثم اصبح انسان ، وهذا الانسان المخلوق من تلك المواد التي مر ذكرها في تلك الادوار هو الذي اصبح بأذن الله سميعا بصيرا ، ولقد يسر الله له رزقه منذ نشأته الاولى وولادته مرورا بفترة صباه وشبابه وانتهاء بشيخوخته الى مماته ، ولقد وضع الله له دستورا فكما له حقوق علية واجبات ووضع له موازين ثابته عليه ان يعمل بها ولا يتجاوزها فاذا تجاوزها الانسان اصبحت حجة عليه.
ان الاحداث التي تعصف بالناس في هذه الايام والظواهر الغريبة في مجتمعاتنا تكشف عن علل مباشرة تصيب الناس بالامراض والآفات نظرا لتجاهلهم خالقهم ، وسوء سلوكهم ونواياهم الشريرة واتباع شهواتهم وترك معتقداتهم والاعراض عن العبادات والواجبات فيسلط الله عليهم بأعراضهم ومخالفة امره الهم والحزن والعجز والكسل وغلبة الدين وقهر الرجال.
قال تعالى : ( ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى (124) سورة : طه : . ان الله قد ابتلى بعض الناس بامراض لم تكن موجودة في اسلافهم ولن تكون موجودة اصلا لو انهم التزمو بما جاء بكتاب الله وسنة رسوله بشكل صحيح يكفل لهم السلامة والعافية والنجاة من كل سوء وداء . قال الله تعالى : ( ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون (21) سورة ” السجدة : .
اي ان يرجعوا الى الله تائبين طائعين بعد ما سلف من عمائهم واصرارهم وعنادهم ، اخي القارىء ما احوجنا الى النظر الدقيق في تعاليم الدستور الذي وضعه الله لنا جميعا والتفهم والاعتبار فأن نظرتنا السطحية للاشياء تفقدنا تفهم العظاة والعبر والايمان العميق والاذعان الدقيق ، فلنسلح انفسنا بالايمان بالله حتى يصبح لدينا علم اليقين بان الله هو الضار والنافع لقوله تعالى : ( ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعدة وعلى الله فليتوكل المؤمنون (160) سورة : ال عمران ” . صدق الله العظيم .