هناك مزيج من العوامل البيئية والنفسية والوراثية التي يمكن أن تسبب الاكتئاب، كما أن حالات الاكتئاب الشديد غالباً ما تترافق مع تغيرات في الدماغ .
الدماغ يسيطر على كل أنشطة الإنسان. وهو يسيطر على طريقة تحريك الجسد وعلى طريقة التكلم والفهم، كما يسيطر على المشاعر والعواطف .
تتصل خلايا الدماغ، التي تعرف باسم النورونات أو العصبونات، ببعضها باستخدام مركبات كيماوية خاصة تدعى “النواقل العصبية” .
يعاني مرضى الاكتئاب من الاضطراب في عمل النواقل العصبية. وبما أن الدماغ يسيطر على الجسم كله فقد يشعر مرضى الاكتئاب بصداع وآلام لا يمكن ربطها بأي مشكلة أخرى .
عادة ما يبدأ الاكتئاب بعد مشكلة شخصية معروفة،غير أن بعض الناس يصابون بالاكتئاب دون وجود سبب محرّض معروف .
يميل الاكتئاب إلى الشيوع في بعض العائلات، فهو مرض وراثي غالباً. فقد يكون الشخص معرضاً للاكتئاب إذا كان آباء أو أجداد ذلك الشخص مصابين بالاكتئاب .
إن تعاطي الكحول والمخدرات يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب نظراً إلى أن الكحول والمخدرات تؤثر على النواقل العصبية في الدماغ. وللشفاء من الاكتئاب، من الضروري أن يتجنب المريض الكحول والمخدرات .
وقد تؤدي بعض الأدوية، ولاسيما الأدوية الخافضة لضغط الدم، إلى اضطراب كيماوي في الدماغ وإلى اكتئاب. وفي هذه الحالة قد يكون وقف تناول هذه الأدوية كافياً لمعالجة الاكتئاب، ولكن ينبغي على المريض عدم التوقف عن تناول أي دواء دون استشارة طبيبه أولاً .
والطبيب وحده هو الذي يستطيع تشخيص الاكتئاب، ويتضمن التشخيص فحص المريض فحصاً فيزيائياً، وأخذ قصة مرضية كاملة عن الأعراض، وإجراء اختبار للحالة الذهنية عنده .