المس الشيطاني آفة خبيثة ومزعجة، وتختلط مع كثير مما يشابهها من الأمراض النفسية والعصبية الجسيمة، والذي يعين نوع الإصابة وعلاجها الشافي بإذن الله تعالي، إنما هو المختص الخبير .
ونظراً لما للإصابة بالمس من ضرر للممسوس وعائلته فانني اقول ان هناك فريقان متناقضان ساشرح بقليل عنهما .
إن الناس في هذه القضية علي خطين متناقضين :
الأول: يرفض بشكل تام أن يكون سبب التأثير لما يحدث له غير مرئي أو مدرك بالحواس، وبالتالي ترد الأسرة كل ما يعترضها إلي التغيرات المادية علي اختلاف أنواعها وأسبابها ويرفضون وجود المس ، ولا يلجئون إلا إلي العلاج بالطرق المادية البحتة مثل تعاطي الأدوية، والتي قد ينتج عنها أحياناً اضطرابات في سلوك وأحوال الشخص، خاصة إذا كان فعلا مصاباً بتأثير من السحر أو المس أو الحسد، فنجده أحياناً عدوانياً يبحث عن أساليب العنف، أو علي العكس بليد الإحساس فاقد التركيز، ولا يستطيع مشاركة أسرته في معالجة أبسط القضايا اليومية، وكل ذلك بسبب عدم الاعتقاد بالمس والاتجاه إلي العلاج الجسمي عن طريق الأدوية فقط .
أما الفريق الآخر: وهم الذين يرجعون كل التغيرات النفسية أو الجسدية إلي الأسباب المجهولة وغير المحسوسة، وبالتالي فالتغيرات التي تصيب الزوج او الزوجة أو أحد أبنائهما يرجعونها إلي السحر والمس والحسد، وينتج عن هذا الاعتقاد بذل المال والجهد في البحث عن أسباب قد تكون وهمية، وبالتالي يعلق بها الشخص السبب في كل ما يعترضه في حياته ولو كان من أبسط الأشياء مثل أن الابن لا يرغب في الأكل.. لأنه محسود، ولا ينام به مساً وهكذا. ثم يبدأ بالبحث عن العلاج .